المقالات

الأصدقاء الأوفياء

بقلم الكاتب : حمد العبدلي 

في هذا الزمن الذي نعيش فيه أصبحت الصداقات الحقيقية قليلة جداً، بل تكاد نادرة، فالصداقة ليست مجرد تسمية تحمل فلان صديقي، فالصداقة  بحاجة إلى وفاء، وعطاء، وبذل بسخاء، المثل يقول الصديق عند الضيق، المعنى : ان الصديق الحقيقي هو من يقف بجانبك او معك وقت ضيقك وليس مالياً فقط ، بل في كل حالات الضيق. فقد تحتاج اليه لتتحدث اليه. وتعطيه مابداخلك ليخفف عنك ، وبالتالي فأن الصداقات ليست بالسهوله التي ينظر إليها الكثير من الناس فالمسأله كبيرة جداً .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  عليه :” المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يُخَالِل”.

معناه انتقُوا واختاروا من تتخذونَه خليلًا أي صَديقًا، من كان ينفعُكم لدينِكم فعليكُم بِمصادقتِه ومَن لا ينفعُكم في دينِكم بل يضرُّكم فابتعدوا عنهُ، أي لا تصادقوهُ الإنسانُ يَهلك من طريقِ الأصدقاءِ الأشرارِ. الشخصُ قد يكونُ قريباً من الاستقامةِ فإذا بهِ يصاحبَ إنسانًا مِن شياطينِ الإنسِ فينقلبَ على عقبيه …يتركُ الطاعاتِ وينغمسُ في الفجورِ وقد قيل أيضًا “:الصاحب ساحب إما إلى الجنّة وإمّا إلى النار”.

– وعن أَبي موسى الأَشعَرِيِّ : أَن النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: إِنَّما مثَلُ الجلِيس الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ: كَحَامِلِ المِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحًا طيِّبةً، ونَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَن يَحْرِقَ ثِيابَكَ، وإمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا مُنْتِنَةً متفقٌ عَلَيهِ

وفيه مجالسة الصالحين والأخيار؛ لما في ذلك من الخير العظيم، والبُعد عن مجالسة الأشرار؛ لأن مجالسة الأخيار تزيدك خيرًا، وتنفعك في الدنيا والآخرة، وضدهم بضد ذلك، ولهذا قال ﷺ في الجليس الصالح: إنَّ مثله كحامل المسك، إمَّا أن يُحذيك يعني: يُعطيك، وإمَّا أن تبتاع منه، وإمَّا أن تجد منه ريحًا طيبةً، أمَّا جليس السّوء فهو مثل نافخ الكِير، إمَّا أن يحرق ثيابَك، وإمَّا أن تجد منه ريحًا مُنتنةً.

هذا فيه الحثّ على مجالسة الأخيار، وأهل العلم، وأهل الخير والسيرة الحميدة، والبعد عن مجالسة الأشرار، وهذا أمرٌ واضحٌ، فالكل يعرف هذا، فمُجالسة الأخيار فيها الخير العظيم، ومجالسة الأشرار فيها الشر الكبير، فينبغي للمؤمن أن يحرص على مجالسة الأخيار، والحرص على صُحبتهم، والاستفادة من علمهم وسيرتهم، والحذر من صحبة الأشرار .

الصديق الصالح هو الذي يرشدك إلى طاعة الله تعالى، فالمتّقون يجتمعون على طاعة الله تعالى ويفترقون على طاعة الله تعالى لا يغش بعضهم بعضًا، ولا يخون بعضهم بعضًا، ولا يدل بعضهم بعضًا إلى بدعة ضلالةٍ أو فسقٍ أو فجورٍ أو ظلمٍ، لقد اجتمعوا على محبة بعضهم في الله تعالى، وهذا هو الصدق في المحبة.

ثم إن حصل من أحدٍ معصية ينهاه أخوه ويزجره لأنه يحب له الخير ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”المؤمنُ مِرءَاةُ أخيه المؤمن”.

المؤمن مرءاة أخيه المؤمن ينصحه حتى يصلح حاله، الرسول صلى الله عليه وسلم شبَّه المؤمن بالمرءاة، معناه يدل أخاه لإزالة ما فيه من الأمر القبيح، يقول له: اترك هذا الفعل القبيح، لا يتركه على ما هو عليه بل يبيّن له الجليس الصالح كحامل المسك إن لم تصب من عطره أصابك طيب ريحه.

فالصديق يبقى صديق حينما يحتاجه يجده، وعلى الإنسان أن ينتقي من الصحبة من يستحق مصاحبتهم.
وكم من صديق هو أقرب القلوب حتى من بعض خاصته من الأقارب ، الصديق هو متكأ لصديقه في كثير من الأمور.

جمال الصداقة الوفاء، نحن بحاجة إلى أصدقاء أوفياء وليس إلى صداقة فقط في هذا الشهر المبارك يحرص الأصدقاء على التواصل بكل الوسائل.

ونحنُ في هذه الأيام المباركة في شهر الخير، شهر رمضان المبارك. وتحت هذه الظروف الصحية. و الجائحة التي نمر بها جائحة (كورونا ) يجب أن نلتزم بكل دقة بأتباع الأوامر والتعليمات. من قبل ولاة الأمر حفظهم الله.

ولاننسى التواصل مع الاصدقاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ‏للاطمئنان عليهم وعلى حالهم والوقوف إلى جانبهم ولو برسالة أو اتصال أو دعوة في ظهر الغيب.
حفظ الله بلادنا ووطننا الغالي وحفظ الله لنا ولاة أمرنا وحكومتنا الرشيدة واخوتنا وأهلنا واصدقائنا .
ونسأل الله أن يجنبنا وإياهم المحن والفتن ماظهر منها ومابطن، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

مقالات ذات صلة

إغلاق