المقالات

“المتغطي بإيران عريان: حقيقة التحالفات الهشة في الشرق الأوسط”

 

في خضم التحولات الجيوسياسية المتسارعة في منطقة الشرق الأوسط، تبرز عبارة “المتغطي بإيران عريان” كتعبير دقيق عن هشاشة التحالفات وزيف الحماية التي تدعيها بعض القوى الإقليمية. هذه العبارة تكشف بوضوح عن حقيقة مرة: أن الاعتماد على قوى خارجية قد يترك المرء عارياً في أحلك الظروف.

 

لقد شهدت المنطقة سلسلة من الأحداث الدراماتيكية التي أكدت صحة هذه المقولة. فمقتل قاسم سليماني، القائد البارز في الحرس الثوري الإيراني، في غارة أمريكية عام 2020، كان بمثابة صدمة كبرى لمحور المقاومة. هذا الحدث أظهر بجلاء أن إيران، رغم كل ادعاءاتها، لم تتمكن من حماية أحد أهم قادتها العسكريين.

 

وفي تطور لاحق، جاء مقتل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ليضيف بعداً جديداً لهذه المعادلة. فرغم الدعم الإيراني المزعوم، لم تستطع طهران توفير الحماية الكافية لحليف رئيسي في غزة. هذا الحدث زعزع الثقة في قدرة إيران على حماية حلفائها في المنطقة.

 

أما مقتل حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، فقد مثل ضربة قاصمة لمفهوم “محور المقاومة”. فنصر الله، الذي طالما اعتبر نفسه محمياً بالمظلة الإيرانية، وجد نفسه في النهاية عرضة للاستهداف، مما يؤكد أن الاعتماد على قوة خارجية لا يوفر حصانة مطلقة.

 

هذه الأحداث المتتالية تؤكد أن الاعتماد على إيران كمظلة حماية هو وهم خطير. فالدول والجماعات التي تسعى للاحتماء بطهران قد تجد نفسها في النهاية مكشوفة وضعيفة، تماماً كمن يحاول التغطي بغطاء شفاف.

 

في الختام، تبقى عبارة “المتغطي بإيران عريان” تذكيراً قوياً بأن الاعتماد على الذات وبناء القدرات الوطنية هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار الحقيقي. فالتحالفات الخارجية، مهما بدت قوية، قد تتبخر في لحظات الأزمات الحقيقية، تاركة حلفاءها عراة في مواجهة التحديات.

 

كتبه سامي مجرشي

في 28 سبتمبر 2024

مقالات ذات صلة

إغلاق