المقالات
جـنَّــةٌ قُـدْسِيَّــــةٌ
شعر للدكتورة عبير زكريا
في فَجْــرِ يـومٍ طاهِـرِ الأنْفَــــاسِ
دَلـَفَ الفــؤادُ لِجَنَّـــةِ الأقْــــدَاسِ
فتَوَضَّأَتْ كلُّ الجَــوارِحِ بالسّنَـــا
واصْطَفَّـتِ الأهْـدابُ كالحُـرَّاسِ
هـذا القُمَيْـرُ الغَـضُّ مُلِّـكَ مُهْجَتِي
واستقبلتْــــهُ الرُّوحُ بالأَعْـــــرَاسِ
أرْنُو إلى الإعْجــازِ طَـــيَّ بَنَانِـهِ
ويَسـيـلُ مِنْ لَفَتَـاتِـهِ إحْسَـاسِــــي
إرْضــاؤهُ أضْحَى جميلَ شَوَاغِلِي
وكأَنَّــهُ في الكــوْنِ كـلُّ النَّـــــاسِ
وبِضَمِّــهِ للقَــلْبِ يَسْــرِي دَفْئُـنَـا
لِــيَعُـمَّ وَجْـهَ الأرضِ بالإينــــاسِ
ولَئِنْ تألَّـــــمَ ذات يـــومٍ أوْ بـَــكَى
تَبْـــكِي الحيــاةُ وتضْمَحِلُّ بـِراسِي
عَــوَّذْتُـهُ باسْــمِ الذي رَفَـعَ السَّمَا
مِنْ شَــرِّ خَلْـقِ الله والـوَسْــواسِ
ومِـنَ اتِّبَـاعِ الظَّــنِّ عَبـْرَ دُروبِــهِ
ومِـنَ التَّقَاعُـسِ والفـؤادِ القَـاسِـي
هـذا صَنِـيـعُ الله بِكْـرٌ في يَــــدي
وأُمُــومَتـي مَـرْهُونَـةٌ بـِغـِراسِــي
لابُـدَّ أَكْـشِـفُ أرْضَـهُ وسَـمَــاءَهُ
بالعقـــلِ والتَّـنْقـيـبِ والإحْسَـــاسِ
ولَأَغْرِسَـــنَّ الحَقَّ في جَنَـباتِــهِ
ولأَصْقِلَـنَّ الـلُّبَّ مثـل المــــاسِ
إنَّ الأمُـومَــةَ جَنَّـــةٌ قدْسِـيَّـــــــةٌ
وسَبيلُهـــا دَرْبٌ عسيــرٌ قاسِـــي
ليســتْ بإطعـــامٍ و كَــيِّ مَلابِــسٍ
سأقُـولُهــا و (أُحيــطُ بالأقْــــواسِ)
ليْسَــتْ بِتَحْفـيـزِ المَوَاهْبِ كَي تُرَى
لتَــدُقَّ بيــن النَّــاسِ كالأجْــراسِ
بلْ صَـوْنُ نفْسٍ في السَّماءِ ودَفْعُها
صَـوْبَ البِنَــاءِ المُسْتقيــمِ الـــرَّاسِي
أُمُّ العُلــومِ هِيَ الأمَــومَةُ، ليْتَـهَــا
كالمــاءِ تُسْقَاهَــا النُّهَـى كَأَسَــاسِ
يُهـدِي الحيـاةَ كَمَالَهـا وجَمَالَهــا
ويُشِــعُّ في الإنســانِ كالنِّبْـــراسِ
بالخيـرِ أوْصَى بالنِّساءِ رَسُولُنا
فلَئِــنْ رُعِـيــنَ رَعَيْــنَ كلَّ النَّـاسِ