المقالات

الفطن المُتغافل

 

يملأ البعض حياته بتتبع الاخطأ والاختلافات بينه وبين الاخرين فى وجهات النظر ويصر على مناقشتها ويفقد دقائق وساعات وفى بعض الاحيان اياماً فى محاولة اثبات اى منهما على صواب تشتعل خلالها نيران الغضب وتنتهى بعضها بالفراق والقطيعة ..فى حين ان بعض من التغافل والتجاهل يحل الكثير من الامور.
إن الحياة تحتاج منا هذا السلوك ..وهو فن لا يتنقة إلا محترفوا السعادة.. وهو ادب الحكماء يُستعمل مع الزملاء والأصدقاء ، مع الزوجه والأبناء .. قال عنه الإمام الشافعى: “الكيس العاقل؛ هو الفطن المتغافل” ، كما قال الإمام أحمد بن حنبل “تسعة أعشار حسن الخلق فى التغافل”.وينظر البعض الى انه نوع من كظم الغيظ فانت لا تقف على كل كلمة قِيلت وانت قادر على الرد.

خلقنا الله تعالى مختلفين وهذا الإختلاف هو الذى يخُلق الصدام .. إختلاف البيئات والأخلاق والقناعات الشخصية والانتماءات السياسية كلها اسباب تؤدى الى المواجهات وتحتاج الى ذكاء فى مواجهتها ..

فاذا توقفنا عند كل تصرف ، رأى ، كلمة تصدر ممن حولنا فان الحياة ستصبح قلقه نكده يملؤها الخلافات والنزاعات .

إن تغيير بعض من المفاهيم التى اعتدنا عليها واضافة بعض السلوكيات التى نسُنها من شأنه أن يجلب السعادة الى قلوبنا ويبث المودة بين الناس.

د. عبد العزيز الرميلي

 

مقالات ذات صلة

إغلاق