المقالات
الاستخفاف بعقول الآخرين
لعظم منزلة هذا العقل كان أحد الضرورات الخمس التي اتفقت الشرائع على حفظها ، فحفظه حسياً ومعنوياً غاية من غايات هذه الشرائع .
أنه عندما نقوم بطرح الأفكار والآراء سواءً كانت فكرية أو تربوية ….. نطرحها وفي قرارة أنفسنا أن المجتمع ما زال مصاب بسطحية التفكير وضحالته ، وقلة الوعي ، وأنه تمشي عليه بساطة الأمور فكيف بعظامها وأنه يجيد سرعة الاقتناع ، ونخاطبه على أنه مجتمع ما قبل التسعينات ولهذا تأتي الطرحات والأفكار هزيلة ومتميزة بالبساطة والسذاجة والشطط ، ومما يحزن المرء أن كثيراً ممن يتصف بهذا ممن يحمل شهادات عالمية عالية ، ويقال أيضاً أن مثل هذا الطرح يلق رواجاً ممن يحمل مثل هذه الشهادات .
ومن هذه الصور أننا نجيد التهرب من فشل طروحاتنا وخيبة أفكارنا وسذاجة تحليلاتنا، ومن ثَم نُحمل هذا الفشل الذريع إلى فهم الآخرين له وأن ما قلناه لا غبار له ، وإنما أتى الخلل من هذا الفهم ، ولإصراره على هذا الاستخفاف يصعب عليه الإعتراف بمُجانبة الصواب مع أن ما قاله لم يخصه بأفراد ، وإنما قاله على الملأ ، ولجودة هذا الطرح حُرص على حفظه واقتنائه فلهذا لا يمكن أن يندثر أو يطوي في عالم النسيان فالأفكار والآراء من أصعب الأمور نسياناً وتجاهلاً .
وأتساءل / يا ترى ما السبب الذي يدعو الإنسان إلى الاستخفاف بالآخرين في كل المستويات !
لعل في لحياة التي نعايشها إجابة على ذلك
د. عبد العزيز الرميلي