المقالات

نصفي الآخر

 

ما أوسع قلبكِ إذ يسعني !!، وما أوسع هذه الدنيا وما أرحبها عندما يلج كلانا في الآخر ليسكن فيه
لقد تركتُكِ هناك تعبثين بأشيائي، تتحملين وتحملين أعبائي، وأوكلت لكِ رتبة الأبوة نيابة عني لتكملين رسالة كتبتُ سطورها لا ينقصها إلا توقيعكِ عليها.

فمحبتي إليكِ لا تقاس، إني أكاد أعدها مع كل نفس أتنفسه، فلا تكادين تُغادرين صدري، فهل تُصدقين إن أضلعي تغار منكِ عليكِ !!؟
فأنتِ من يُسّيرها ويأمُرها
فأنتِ في الروح الوتر وأنتِ للعين البصر
وأنتِ مجداف دنياي بل أنتِ البحر …

فلكِ حبيبتي كل ود وحب مقرونين بأجمل ورود الدنيا وزنابقها، أُقدمها عربون وفاء لكِ مصحوب بتغريد كل بلابل الدنيا، فلا يجيد لحن الوفاء والمحبة إلا من تعود على المكان، فصار هذا المكان يعيش فيه لا عليه.

بدونكِ حبيبتي هذه الدنيا فراغ لا يُطاق؛ فها أنا في خلوتي أُنادم أوراقي وأضاجع أحلامي الثكلى بدونكِ لأرسلها لكِ عبر أثير الأشواق؛ لتؤانس وحدتكِ، ولتشنف أذانك فتقبلي بعضا مني لديكِ

حبيبتي
ها أنا أسطر بحروفٍ مُرتعشة اشتياقي لتلك الضحكات وتلك الأُمسيات.
نعم، إن الدنيا بدون أليف لا تُطاق،
هذا وسأبوح لكِ بِسر أخالك تعرفينه كل ما أحمله لكِ كل يوم بل كل ساعة في ازدياد مضطرد، فالساعة أحبك، والساعة القادمة أحبك أكثر.

هل تُصدقين أن عربة أحلامي تحملك إلي كل ليلة !!؟
فكم أود أن نلتقي ولو على ضفاف الحلم مع بعضنا، فلكِ مني كلي حبيبتي وكلي لكِ

لا تنظُري إلى المسافات التي حالت بيننا، لا تتأملي تلك الغيوم، لا تعيري أُذنيك لطوارق الحدس المبهمة، فأنا أكادُ أكون أمامكِ فقط
اذكري اسمي وسأكون بين يديكِ خيالاً حلواً يتمطى عبر ألياف الزمن ليرجع إلى الوراء ثم يتبرج كجني أمامك فيُلقي عليكِ السلام حين تصبحين،
وحين تكتحل عيونك بالمرآة …

نعم انظري إلى ما وراء صورتكِ في المرآة، ستجدينني خلفك مباشرة، ولكن هذه المرايا اللعينة لا تعكس بواطن الأشياء …

فقط أزيحي عنك الستائر؛ ليلج نور النهار، وليغمر هاتين الحدقتين السعادة، ولتكتحل هذه الأهداب برؤيتي بدون أن تنظر إلي، فأنا موجود هناك على امتداد الأفق، فقط افركِي عينيكِ وعندما يرتد إليكِ طرفك سأكون ماثلاً كما أنا أمامكِ، فروحي تُرفرف حيثما أنتِ وحيثما أنتِ أكون أنا

حبيبتي

بدونكِ تتشتت أفكاري ويعبث المطر بناري وانتحل دوراً في مسرحِ الحياة لا أُجيده، تأخذني تصاريف الحياة إلى مناحٍ شتى وتضربني العواصف لتأخُذني الرياح إلى أبعد من المدى.

لكن عندما ألهج باسمكِ تصير الرياح نسائم تلاطف سحنة وجهي، وتهدأ الرياح فتأخذني النشوى فوق بساط الريح لأحلم برؤاكِ

حبيبتي..

ألوم نفسي حينما نسيتكِ خلال تلك اللحظة المجنونة، فكيف أخذتني الحياة هنيهة بعيداً عنكِ !!
نعم، لأكفرن عن ذنبي عندكِ يوماً ما؛ طمعاً في صفح اعتدتُ عليه منكِ

ها أنا أبحث فيكِ عن كل شيء ثم أكتبك فوق كل شيء وبكل الحروف، وأنقش اسمكِ الأول على ناصية ذاكرتي؛ كي لا أنساكِ حتى ولو غفوت ما بين أحضان الحياة.

حبيبتي
أهديك ثلاث وردات فهل تقبلين…؟

الوردة الأولى إلى محياك الصبوح

الوردة الثانية عربون مقدس من الروح إلى الروح

الوردة الثالثة تجدينها على ملاءتك حين تنامين فتغمركِ الفرحة بعد أن تضميها إليكِ في وئام وسلام ثم من بعد عناء يوم شاق ترتاحين وتحلمين، فهناك في الأفق طموح

جنوني أنتِ

د / عبدالعزيز الرميلي النعمي

 

مقالات ذات صلة

إغلاق