المقالات

إضاءات على مواضع في الأحساء

 

على أثر المنافحة ضد اللاواعين وجملة من التبس عليهم الحال، وعدد ممن استجاب لملوثي التاريخ مؤخرًا ونسب ناحية الأحساء أنسبوها لهم نتيجة ما هي عليه من صدارة وريادة عبر أطوار التاريخ، فضلًا عن المتخذين الجانب الطائفي جملًا على هواهم، جاء هذا الكتاب ليريحنا في التعريف الأمثل ويضع للكثير خطًا فاصلًا بين الحق وأهله.

المجلة العربية تصدر ملحق يتصدر غلافه جانب من جبل قارة تحت عنوان “إضاءات على مواضع في الأحساء” يتوجه هذا الكتاب إلى كثير من المعطيات الجغرافية القديمة والحديثة في الأحساء التي تشكل الجزء الأكبر من منطقة البحرين القديمة وتضم (أوال) و(البحرين الحديثة) وكانت (هجر) عاصمتها، وما عدا البحرين الحديثة فهي الآن جزء من المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية.

يعيد هذا الكتاب ترتيب المسائل فيما كان شائعًا بين الدارسين للمنطقة ويصحح بعض الأخطاء ليظهر الحقيقة على غير ما كانت تبدو.

كتاب المجلة العربيةرقم ٥٣٩ ذو القياس ١٤*٢١ سم يضم بين الدفتين ١٣٦ صفحة قدمها المؤلف د. فضل بن عمار العماري، في تصنيف الأحساء الأسماء الجغرافية الدكتور العماري من جامعة الملك سعود قسم اللغة العربية.

ضم في المحتوى بعد التقديم الشيق العلمي الجميل في التعريف بالأحساء، البحرين، حُوار، سماهيج، الشبان ( جبل قارة)، عينين ( عين أم سبعة)، المشقر / المبرز، هجر، عبر مصادر ومراجع تجاوزت الستين.

يقول د. العماري في الخاتمة :
يبدو أن الستار أسدل على مواضع، فلقد انعقدت الآراء في الأبيات القديمة، منذ تسجيلها الأول على أن (عينين) بالبحرين، واختلط ذكر البحرين بهجر حتى برز إلى السطح ذكر ( الجبيل) على أنها (عينين)، وانحل هذا الإشكال بالتركيز على واقع من ( الجبيل) و(هجر) ( الأحساء)، وإثبات عدم وجود علاقة بتسمية ( الجبيل) بها.

ولم تعد (سماهيج) مشكلة، على الرغم من ذهاب المرجعيات كلها إلى أنها تلك القرية في شمال المحرق، بالبحرين؛ لأن القاعدة التي بني عليها كانت خاطئة منذ البدء، فالتمر لا يجلب بالإبل منها قطعًا، وإنما يجلب من الأحساء، فـ ( سماهيج) في الأحساء، أما (المشقر)، فاختلط ذكره بغيره، حتى زجت ( عماية) في وسط نجد به، بل أصبح التاريخ جزءا منه، أي: جعل وجود كندة فيه، نتيجة لعدم فهم قول امرئ القيس الذي جاء تمثيلاً، وليس تحقيقًا.

وهكذا، فهم من ذكر ( الشبعان) في قول عدي بن زيد العبادي على أنه جبل ( القارة)، وهو لا يعنيه أبدًا.

بل إن مسمى الأحساء نفسها جاء من منابع مياه في الطرف الشرقي من ( هجر)، فانسحب مؤخرًا على (هجر) ذاتها، مثلما عرف تدريجيًا ( البحرين)، ذلك الإقليم المتسع ( شرق الجزيرة العربية)، لـ (أوال)، وشمل من ثم، (سماهيج) ( المحرق) بها.

وإذن، كان هذا العمل إعادة قراءة لما دار حول مواضع محددة جدًا، في محافظة الأحساء، كان لابد من كشف حقيقتها، دون الاستمرار في تداولها على علاتها.

عبد الله البطيّان

 

مقالات ذات صلة

إغلاق