المقالات
مَنْ الْمُنْتصِرُ ؟
بقلم الأستاذة : عيشه الحربي
الْكَثِيرُ مِنَّا أوْ جَمِيعنا يُرَدِّدُ هَذَا الْسُّؤالُ : مَتَى يَنْتهِي ؟ مَتَى نَرْجِعُ إِلَى حَياتِنا الْسَّابقة ؟
كَيْفَ سَيزُولُ هَذا الدَّاء عَنْ الْوَطَنِ والْعَالَم أَجْمَع ؟
اشْتقنَا إِلَى تِلْكَ الاجْتِمَاعَاتِ الْجَميلَة مَعَ الأصْدِقاءِ والْجِيرَانِ والأَقْرِباءِ.
وَمِمَّا لاشَكَّ فِيهِ أَنَّ الْمَسْؤولَ عَمَّا نَمُرُّ بِهِ مِنْ عَدِمِ اتْزَان الْكِّفَّةِ لِهَذَا الْمَرَضِ(صعوداً وهبوطاً ) هو نَحْنُ.
نَحْنُ مَنْ جَعَلَ الْمَرَضَ يَصْعدُ وَيَسْتَمِرُّ فِي حَصْدِ الأَرْواحِ ، فَلَمْ تَعُد تُفْرحُنا تِلْكَ التَّقَارِيرِ التِي تُصْدِرهَا وَزَارةُ الصَّحَةِ كَمَا كَان فِي بَادئ الأمْرِ.. نَحْنُ الْمَسؤولُونَ عَنْ هَذَا كُلَّه.
لم نلتزم ، لم نتعاون، وَإنْ كُنَّا نردِّد التَّعْلِيمَات وَنَشْتري الْكَمَّامَاتِ وَالْمُعَقِّمَات، فَضَاعت جُهُود وزارةِ الصِّحة.
فَكُورونَا مَرَضٌ مُعدٍ كَسَائرِ الأْمْراضِ الْمُعديةِ، بَدأ فِي بِلاد الصَّينِ ثُمَّ انْتقَلَ إِلَى الْعَالَمِ أجْمع .. يُصيبُ الرَّجالَ وَالنِّساءِ وَالأطْفالِ وَالْكِبار عَلى حَدٍّ سَواء.. فَكَثيرَةُ هِيَ الأمْرَاض الْتِي عَصَفَت بِالإنْسِانِ مُنْذُ الْقِدَم وَرَاحَ ضَحِيتُها الْكَثِير..
وَالإنْسَان حَاولَ جَاهِداً مِنْ خِلالِ الْعَديدِ مِنْ التَّجَاربِ اكْتِشاف الْعِلاج لِكَثير مِنْ الأمْراضِ : كَالكُولِيرا والسَّل وَغّيْرهَا، فَتَمَّ الشِّفاءُ وَسَعدت الْبَشَريَّة..
وعَلى رَغْم الْجُهود والْمُحَاولاتِ الْعَظِيمة الْتِي يَبْذُلَها الْعُلَماءُ مِنْ أجْلِ السَّيْطرةِ عَلى هَذا الوبَاء
إِلاَّ أنَّ هَذه الْجُهود لَمْ تُؤتِ ثِمَارهَا .
فَمَا الْمخْرجُ؟
حَقِيقة (مَا أنْزَلَ اللَّهُ دَاء إلاَّ وَأَنْزلَ لَهُ دَواءَ عَرفهُ مَنْ عَرفه وَجَهِلهُ مَنْ جَهِله) أَعْتقِدُ أَنَّ الانْتصارَ عَلى كُورونَا سَيَكونُ حَلِيفنا إذَا أَحْسَنَّا فَنْ الْكَرَّ وَالْفَرِّ ، وَطَبَّقنَا مَا أَمَرتْ بِه الدَّولةُ وَوَزارةُ الصَّحة .
عِنْدهَا سَتَكونُ كُورونا ذِكْرى تُنْقلُ وَتُحْكَى لِلصِّغارِ وَالأَجْيالِ .
(وَالإنْسانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَة )
حَمَى اللهُ وَطَنَنا وَأَوْطَان الْمُسْلِمينَ مِنْ كُل داءٍ
وشرٍ .