المقالات

استغاثة كونية

بقلم : ابتهاج الأحمد

الشمس تخيط أثواباً لمواليد الرحمة بخيراتها، والأرض تستغيث وتحتضن إستعاذاتٍ لتنتصر بالمعركة العالمية، وتناظر السماء وهي تصارع مخاضها مستندة ومؤمنة بآيات الذكر الحكيم: “ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات”
وبهذه الآية تتزين السماء بآهات ألم الطلق بمسبحةٍ مضامينها مضيئة، فتسلط الضوء على مايخبرنا به الخالق أنه لابد من تجسد البلاء لعباده ليتبين جواهر هيكلتهم في حين وقوعه،
برداء البلاء يُمحَّص العبد المؤمن من ذنوبه، فتارة بالسراء وتارة بالضراء، ومن باب فلسفة الخوف يبتليهم الله بشيء من الخوف وليس بكاملهِ وإلا هلكوا..
وأيضاً يبتليهم بذهاب الأموال ونقصها وهذا يشمل جميع النقص المعتري للأموال من جوائح سماوية..
وأيضاً بالمَوت (بالأنفس) (والمرض بالبدن) (و نقص بالثمرات).. فهذه أمور حتمية القضاء لابد من وقوعها، لأن بها تنقسم الناس إلى شريحتين، الشريحة الأولى الجازعة وهي التي تعود على نفسها بالخسارة، و الشريحة الثانية هي الصابرة المحتسبة التي تنال من الله الفوز العظيم بحبس نفسها عن التسخط قولاً وفعلاً، ووفقت بلقب الصابرة ولها البشارة في قوله تعالى
(وبشر الصابرين)
وهنا لها مكافأة ( عليهم صلوات من ربهم ورحمة) واكتست بوصف (أولئك المهتدون) الذين عرفوا الحق.
… وبالبشارة الصالحة والوعد الحسن هون الله على عباده شأن المصائب..
ومن واقع أزمة كورونا إذا ما تأملنا قصص الأنبياء نجد أن صبرهم على ماابتلاهم به الله وحسن ظنهم برحمته واحتسابهم الأجر نالوا رحمة ربهم ورزقه وعافيته وأيدهم بنصره ولنا بهم المثل الاعلى والأخذ بعين الاعتبار كل الاحترازات اللازمة ونسأل الله السلامة.

مقالات ذات صلة

إغلاق