المقالات

 اختناق الأسئلة

بقلم الشاعر : عبدالله الأمير

هَل طالَ بُعدُكِ أم تاهَت مَسافاتي
وَخانِكِ الوعدُ أم خانَت رواياتي

أنَّى اتجَهتُ ارَى الأبوابَ مُغلَقَةً
ولستُ أسمَـعُ إلّا رَجـعَ أنّاتـي

أزرَى بِكِ الدُّهرُ يا (حاءً) تُلازمُني
وأنتِ للحُبِّ رَمزٌ في سَماواتي

فَكَم سَعيتُ وَبَحرُ الحزنِ يُغرقُني
وَضاعَ مِن حَيرَتي ياءُ النِداءاتِ

وكَم شَهَقتُ وفي الأعماقِ يخنُقُني
شريطُ ذِكرَى على مَوجِ انكساراتي

أسري إليكِ دُجىً والوَعدُ أشرِعةٌ
والرِّيحُ تَجري إلى عَكسِ اتجاهاتي

عَلَى طَريقِ الأماني غايَتي شُنِقَت
وَشابَ دَمعي وَما شابَت صَباباتي

فكُلُّ أرضٍ أرَىٰ قيعانَها حِمَماً
كَيفَ النَّعيمُ وفي عَينيكِ جَنَّاتي؟

نَقَشتُ حُبَّكِ في أوراقِ ذاكِرَتي
وَفي الحنايا لِكَي أحياكِ في ذاتي

أصوغُ فيكِ قصيداً ناثِراً وَجَعي
فيَخنُقُ الدَّمعُ حَرفاً مِن كِتاباتي

يا دَورةَ الفُلك قولي أينَ مَنزلَتي
وأينَ ألقى سَبيلاً في مَتاهاتي ؟

أسيرُ والمَوتُ من حَولي يُرافِقُني
متَى بُلوغي وَقد ضاعَت مَساراتي

ماذا أقول لِلَحنٍ ماتَ في وَتَري
هل أبدأُ الحُبَّ في عَزفِ النهاياتِ؟

وما انتظارُ غَدٍ ؟ إن قُلتُ أبلُغهُ
تأتي الرِّواياتُ ثَكلَى فوقَ صَفحاتي!!

يا نَبضَ شِعري أراكَ اليومَ مُتّكِئاً
تلوذُ بالصِّمتِ خوفاً من مُعاناتي!!

هَل لي بِماضٍ طَوَى التّغريبُ صَفحَتَهُ
ما حاضري ؟ إنَّهُ المَدفونُ في ذاتي!!

ليلي كَئيبٌ وآمالي تُعانِدُني
والشوقُ يَجثو عَلَى صَدرِ احتضاراتي

أنا الغَريقُ وَمِن أعماقِ أسئِلَتي
يأتي الجوابُ غريباً باحتمالاتي

أنَّى سأحيا وهذا الشّوقُ يَنهَشُني
والصَّبرُ يَبكي حَزيناً فوقَ مِرآتي؟

يا بُلبلَ (الدِّحنِ) كَم أشجيتَني طَرَباً
وَصوتُكَ العَذبُ كم أحيا مَساءاتي

إن جِئتَ يوماً إلى (دَهوانَ) ُمُنتَشياً
فاشعِل صبابَتَهُ مِن نورِ مِشكاتي

وقل لِصَحبٍ عَلَى (ذهبانَ) يا أسَفي
وادٍ سَناهُ تَلاشَى فـوقَ آهاتي

أمطَرتَ دَمعي أَيا (خُلبان) مِن ألَمي
أم جِئتَّ تَبكي عَلى اطلالِ ويلاتي؟

وَلَستُ أنسَى جَمالاً اسمُهُ (لِيَةٌ)
فَكَمْ عَلَى رَملِهِ أَمضيتُ ساعاتي

لا شَكَّ ظَعني عَن الأحبابِ يَقتُلُني
فلا تَلَوموا دُموعاً في قُصاصاتي

سَطُّرتُ آهي عَلَى الأوراقِ مِن وَجَعٍ
إن ماتَ حَرفي فَمَن يَروي حِكاياتي؟

الدٌِحِن، خلب ، دهوان ،ذهبان : من أشهر الأودية وأجملها في محافظة الحُرَّث

دونت 1438/6/17 هـ

مقالات ذات صلة

إغلاق