المقالاتالمقلاتخدمة مجتمع
أخر الأخبار

ا/محمد باجعفر جازان /نور الإخبارية

الحب لا يُستجدى، ولا يُطلب بالقوة، ولا يُنتزع بالرجاء ولا بالتوسل.
هو إحساسٌ إن لم يأتِ صادقًا، أتى ناقصًا،
وإن لم يُمنح من القلب إلى القلب، صار عبئًا يُثقِل الروح بدل أن يُنعشها.

من يُشعرك بأنك مطالبٌ دائمًا بإثبات قيمتك،
ومن يجعلك تقف على أطراف مشاعرك خوفًا من فقدانه،
لا يمنحك حبًا، بل يستهلكك ببطء.
الحب الحقيقي لا يضعك في اختبارٍ دائم،
ولا يربكك بالشك،
ولا يجعلك تتساءل كل ليلة: هل أنا كافٍ؟

الفجوات لا تولد فجأة،
هي نتاج إهمالٍ صغير يُغضّ الطرف عنه،
وصمتٍ يُبرَّر بحسن النية،
ومسافاتٍ تُترك بلا سؤال ولا عتاب،
حتى يصبح القرب ذكرى،
ويصير الحضور عادة بلا روح.

نظن أحيانًا أن الصبر يرمم كل شيء،
لكن الحقيقة أن الصبر في المكان الخطأ
يُطيل عمر الألم ولا يداويه.
نصبر فنخسر أنفسنا قطعةً قطعة،
ونبرر فنُهين قلوبنا دون أن نشعر.

وحين يحدث السقوط،
لا يكون بسيطًا ولا عابرًا،
بل سقوطًا من ارتفاع الثقة،
ومن علُوّ التوقعات،
ومن أحلامٍ نسجناها بصدقٍ كامل.
هناك، لا تنكسر العظام وحدها،
بل تتشقق القلوب،
وتنزف الأرواح بصمتٍ لا يسمعه أحد.

ليس كل من بقي استحق البقاء،
وليس كل من رحل كان خسارة.
بعض الرحيل نجاة،
وبعض البُعد رحمة،
وبعض الفجوات لو امتلأت لكانت هلاكًا.

الحب الذي يُقلقك أكثر مما يطمئنك،
والذي يُضعفك أكثر مما يقوّيك،
ليس قدرًا ولا نصيبًا،
بل تجربة قاسية لتتعلم منها أن
كرامتك ليست قابلة للتفاوض،
وأن قلبك ليس ساحة انتظار لمن يتردد.

حفظك الله ورعاك،
وجعل في دروبك من يحبك بلا شروط،
ومن يراك أولوية لا خيارًا،
فالقلب الذي عرف قيمته،
لا يعود أبدًا إلى بابٍ أُغلق خلفه الألم.

مقالات ذات صلة

إغلاق