المقالات
(قرأت لك)ب
قلم/عبدالباسط الغرابلي
من حكاوى القوالين ليتعلم الجاهلين
( هرب من القدر إلى الموت) !؟
أراد أن يهرب من القدر فكان هروبه
سبب شقاءه وهلاكه٠٠٠!؟
يحكى أن رجلا”سار فى طريق كثير
الوحوش على كل الألوان ٠٠ سباع وضباع٠٠ وذئاب وأسود ٠٠وبعد أن قطع مسافة فى طريقه الوعر رأى
عن بعد ذئبا”شرسا”٠٠ يلمع الشر فى
عينيه فخاف على نفسه وأحس أن الذئب إذا لحقه ٠٠ أكله ٠٠ ولا شك
فتلفت يمينا” ويسارا” فرأى قرية
خلف نهر قريب٠٠ فقال فى نفسه
سأجرى إلى هذه القرية وأستعين
بسكانها على الخلاص من هذا الذئب
المتوحش وعندما وصل إلى شاطيء
النهر لم يجد عليه أى قنطرة أو معدية ولا حتى مركبا”يعبر به فتحير
وأشتد خوفه ٠٠ولما أقترب الذئب
منه ولم يبقى بينه وبين الهلاك إلا
خطوات قليلة رمى نفسه فى ماء النهر وهو لا يعرف العوم ولا يحسن
السباحاة فصاح بأعلى صوته إنقذونى سأغرق ٠٠
وكان رجلا يسيران بجوار النهر ٠فلما
سمعا إستغاثته وصياحه اسرعا إليه
وألقيا بأنفسهم فى الماء وسبحان حتى وصلا إليه وأخرجاه من النهر
وظلا معه حتى فاق من إغماءئه فشكر
لهما جميلهما وتركاه على وعد بألا يفعل ذلك مرة أخري فسلم بكلامهما
ثم نظر على شاطيء النهر فوجد كوخا”
مفتوحا ” فذهب إليه ليقضى فيه
ليلته ٠٠ويستريح من عناء ماحدث
له٠٠ وفى الصباح يكمل السير وقد
نجا من الذئب والغرق فى النهر ٠٠
وحمد الله على ذلك وماكاد يصل إلى الكوخ حتى وجد مجموعة
من اللصوص قد قطعوا الطريق على
تأجر وسلبوا أمواله وجلسوا يقسمونها فيما بينهم ٠٠فخاف أن يدخل الكوخ فيلقي نفس مصير التاجر فكتم إنفاسه ومشى على أطراف أصابعه حتي لا يشعر به اللصوص وأبتعد عن الكوخ ولما وصل إلى القرية كان التعب قد إشتد عليه حتي عجز عن السير
فأسند ظهره إلى حائط لا يعرف أنه آيل للسقوط
ليستريح قائلا:”٠٠الحمد لله فقد عميت عنى عيون اللصوص بعد نجاتى من الذئب والغرق وراح فى نوم عميق وماهى إلا لحظات حتى
سقط الجدار فوق أم رأسه فيموت
فى الحال وهكذا ٠٠ حقا”إن ما يقدره الله لابد أن يحدث ويقع ولا
يستطيع أحدا”أن يتخلص أو يهرب
من قدره فقد يهرب منه إليه٠٠ تمت٠٠