المقالات

الإمام البخاري

 

الإمام البخاري ليس واضع علم الحديث بل كان هذا العلم قائما قبله وصحيحه لم يجمع فيه كلامه ولن تجد كلامه داخله بل جمع فيه أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وهذه الأحاديث لم ينفرد بروايتها يعني لو لم يضع كتابه لكانت هذه الأحاديث ستصلنا أيضا وكان الإمام الشافعي يقول عن موطأ الإمام مالك أنه أصح الكتب بعد كتاب الله وهذا كان قبل ولادة البخاري فلماذا الهجوم على البخاري ؟
إذا مشكلتك مع الحديث وليس مع شخص البخاري إذا كنت منتقدا لماذا لم تنتقد بقية كتب السنة التي فيها أحاديث ضعيفة بل وفيها أحاديث موضوعة لماذا كان نقدك موجها للبخاري دون غيره؟
كل نقد توجهه لصحيح البخاري ينطبق على غيره من كتب السنة فلماذا تغافلت عنها؟
هل تعرف أن الإمام البخاري حين جمع أحاديث كتابه عرض الكتاب على أكثر من ٧٠ من أئمة نقاد الحديث في عصره وكلهم وافقوه؟
هل تعرف أن الدارقطني انتقد فقط ٨٧ حديثا من ٧٠٠٠ حديث جمعها البخاري في صحيحه يعني أقل من ١٪؜ ؟
هل تعرف أن الدارقطني كان متفقا مع البخاري في صحة متون الأحاديث التي انتقدها وإنما نقد أسانيدها فقط وليس متونها؟
هل تعرف أن العلماء ناقشوا نقد الدارقطني لأن علماء الحديث لا يحابون أحدا وإن كان من علماء الحديث ولا يسلمون لكل قول يقوله لمجرد أنه إمام من أئمة الشأن بل يدرسون قوله وحين ناقشوا نقد الدارقطني وجدوا أن الصواب مع البخاري؟
هل تعرف منهج البخاري في كتابه؟
هل تعرف على ماذا اعتمد البخاري في تصنيفه لكتابه؟
أنت تقول أن فيه أحاديث تعارض القرآن فهل تعرف أن علماء الحديث لم يغفلوا هذا الجانب؟
هل تعرف أن هذا لم يفت حتى الصحابة قبل علماء الحديث؟
هذه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حين سمعت قول النبي صلى الله عليه وسلم من حوسب عذب قالت : أليس الله يقول : فسوف يحاسب حسابا يسيرا. عرضت قول الرسول على القرآن فبين لها النبي وقال إنما ذلك العرض ولكن من نوقش الحساب عذب.
ومن هنا نشأ علم الجمع بين الأحاديث التي ظاهرها يعارض القرآن والقرآن وبين العلماء سبل ذلك وشروطه.
هل تعرف أن صحيح البخاري فيه الناسخ والمنسوخ؟
وقد تراها فتظن أن هذا تعارضا بين الأحاديث لجهلك بقواعد علم الحديث.

كتبه
أ.م.د. يوسف عبد الرحمن ميغا
١٤٤٣/٠٦/٢٩

 

مقالات ذات صلة

إغلاق