المقالات

المبادرة خيرًا من التذمر

 

أنت لست مسؤولاً عن أخطاء الآخرين ولست مجبوراً على تحمل تذمرهم مما يحدث لهم .
حاول أن لا تكون مع الناس الذين يتذمرون دائماً بسبب أخطائهم فإنهم بذلك ينقلون لك طاقتهم السلبية .

أبحث عن الجانب المشرق في كل موقف تتعرض له في حياتك اليومية .
وسوف تجد أن هناك فوائد مثيرة للدهشة داخل هذه المواقف مهما بدأت مؤلمة أو محزنة .
هذه الطريقة سوف تحدث فرقاً في تحسين مهارات التفكير الإيجابي لديك.

يقال أنّ أحد الحكام قديمًا وضع صخرة كبيرة على أحد الطرقات بالمدينة ، وأمر حارسًا يختبأ خلف شجرة ليراقب ، ويخبره بردة فعل كل من يمر عليها .
وكان أول رجل يمر بالصخرة تاجرًا كبيرًا في البلدة فنظر إلى الصخرة بغضب و إنتقاد من وضعها رافعًا صوته قائلاً: سأذهب لأشكو هذا للحاكم ليعاقب الفاعل .

ثم مرّ شخصٌ ثاني يعمل في البناء فقام بما فعله التاجر لكنّ صوته كان أقل لأنه أقل شأنًا في البلاد.
بعدها مر مجموعة شباب ما زالوا يبحثون عن هويتهم في الحياة وقفوا إلى جانب الصخرة وضحكوا كثيرًا ووصفوا مَن وضعها بالفوضوي ثم انصرفوا.

مر اليوم الاول واليوم الثاني حتى جاء مزارع بسيط ورآها وقف قليلًا و نظر متأملًا الى الصخرة ثم وضع عدته التي كان يحملها على كتفه جانبًا .
وبادر إليها مشمّرًا عن ساعديه ، محاولاً دفعها ، طالبًا المساعدة ممّن يمر، فتشجّع معه آخرون، فدفعوا الصخرة حتى أبعدوها عن الطريق.

وبعد أن أزاحوا الصخرة، وجدوا صندوقًا في حُفره تحت الصخرة فيه قطع من الذهب، ورسالة مكتوب فيها: مِن الحاكم إلى مَن يزيل هذه الصخرة هذه مكافأة للإنسان الإيجابي المبادر لحل المشكلة، بدلاً من الشكوى .
العبره منها فالنبادر في حل المشكلات دائما ونتجنب كثرة الشكوى والتذمر.

يعتقد الكثيرون أن التذمر هو من الأمور الطبيعية بسبب الظروف المرهقة التي يمر بها الإنسان .
ولكنه يؤثر بشكل سلبي على أدمغتنا وصحتنا الجسدية ، فبسبب التذمر ترتفع نسبة الحزن والكآبة ، إلى جانب الشعور بعدم الرضا الدائم في حياتنا.

لذلك لا تسمح لعقبات الحياة مهما كانت أن تمنعك من التقدم والتطور لما هو أفضل في حياتك.

محمد بن العبد مسن

 

مقالات ذات صلة

إغلاق