بقلم : د. ضيف الله مهدي
في مساء جميل أجمل من الجمال روائح العطر والورد والفل والكاذي والمخضارة والبعيثران والشيح والواله والسكب والشار والنعثة والريحان تعبق بالمكان ، ذهبت إلى معرض الفن التشكيلي في بيش تسبق أفراحي أحلامي وأماني خيالي ، كنت أردد في نفسي وأقول : في وطني الحبيب الكبير ، المملكة العربية السعودية ( السعودية العظمى ) الذهب والبترول والمعادن وفيه الحرمان الشريفان وفيه المقدسات وأطهر بقاع الأرض ( موضع جسد نبينا عليه الصلاة والسلام ، والكعبة وموقعها وبكة ومكة والمسجد النبوي والمدينة ، وفي وطني بيت لله وروضة من رياض الجنة ) وفي وطني بيّش مدينة الحسن والجمال ، وفي بيش فنانون وفنانات يبدعون ويرسمون أجمل اللوحات !!
في بيش فنانون وفنانات ليسوا كبقية الفنانين والفنانات ، ولا غرابة في ذلك ما دام وادي بيش العملاق والشواطئ الذهبية بجمالها تملأ نفوس فنانين وتزيد الجمال جمالا .. في بيش كل المساءات جميلة .. كل الردائم سعيدة .. طاب المساء يا بيش والأرض حية ، اليوم أشرق وأشعته خيوط الذهب وقناديل اللؤلؤ والمرجان ، وعندليبه يشدو بأعذب الألحان .. وصلت لمقر المعرض وجدت المشرف على المعرض المشرف التربوي الأستاذ موسى خرمي والأستاذ الإعلامي المتميز الأستاذ إبراهيم النعمي وانتظرت وصول زميلي الأخصائي النفسي بمستشفى بيش العام الأستاذ ناصر أبو راسين ، ثم قمنا بجولة على أجزاء المعرض وشاهدنا اللوحات المعروضة .. الله الله على الإبداع والتميز في تلك الرسوم المتعددة والمتنوعة ، فبعضها يحكي عن الماضي الجميل وبعضها تحكي حالات وأمور نفسية ، وبعضها تتحدث عن الحب وكل أنواعه .. حب الوطن وحب القائد وحب المكان وحب الزمان وحب الناس وحب النفس وحب الأب والجد والبنت والأم والولد والألفة والمودة بين الأخوة والأخوات وبعضها تتحدث مع الطبيعة وتبتهج بجمال الطبيعة وبعضها يحكي تاريخ جميل وكانت لوحات الأستاذ قالب تنقل لنا مناسبات اجتماعية قبل ستين سنة تقريبا لم يعد لها أثرا في زمننا ونقلت المساكن والمساجد في ذلك الزمن .. ولوحات تحكي المرض والألم النفسي .. ولوحات تبكي على الأيام التي مضت ولن تعود ، وبين تلك اللوحات وجدت فنانيين وفنانات يستحقون الإشادة والتشجيع والدعم وهذا المعرض يعتبر أول الدعم والحوافز في اعتقادي .. وجدت لوحات الفنانات من وجهة نظري تفوقت كثيرا وجدت المخ الأيمن تفوق كثيرا وأبدع وتجلى .. شكرًا ملايين لكل الفنانين والفنانات الذين أبدعوا فيما قدموا .. شكرًا للأستاذ قالب الدلح وشكرا للأستاذ إبراهيم النعمي وشكرا للأستاذ موسى خرمي وشكرا لشيوخ ورجالات بيش وشكرا لمحافظ بيش الدكتور تريحيب وآمل أن يستمر هذا المعرض وأن يقام سنويا وفِي كل عام سيكون للإبداع حضور تحتضنه مدينة الحسن والجمال بيش .
