المقالات
بائع الحطب
قالب الدلح
كان الميدان يعج بأصحاب الجريد والدوم والحطب لبيعه ، وخاصة ليلة الجمعة ليستفيد من قيمته في التسوق يوم السبت كان سالم من ضمن هؤلاء الذين يعرضون منتجاتهم ، وهو حمل حطب على حمار من شجر الاراك، وحطب الأراك سريع الاشتعال ويصلح في نضج الخمير والسمك ولايصلح للمغاش ، لم يتقدم احد لشراء حطبه الذي كان يجمعه من صباح يوم الجمعة لابيعه عصرا بعد اداء صلاة الجمعة ، معظم العارضين لمنتجاتهم باعوا ماعدا سالم وقليل من اصحاب الدوم قرب اذان المغرب ولم يتقدم احد لشرائه ،جاء رجل مسن قال كم على هذين العودين من الحطب ؟ قال سالم هذا حمل وليس عودين ولم يتقدم احد حتى الان ، فقال ادفع لك ريالا واحدا في حطبك هذا؟ فرفض سالم هذا العرض فجاء رجل اخرووقف بجانب المسن واراد ان يصلح بينهما فقال زده نصف ريال لتعبه ووقوفه من العصر الى هذا الوقت ، فوافق المسن ، كذلك وافق سالم على هذا المبلغ لكن اشترط توصيله الى البيت ورصه بجانب الموافية ، ولحاجته للنقود وافق سالم على الايصال فكان المسن يمشي قبل سالم ، وسالم خلفه يسوق حماره في ازقة القرية ،وصل سالم بيت المسن وقال رصه هنا وانتظرني خارج الدارة ، انهى سالم رص الحطب بجانب الموافية وانتظر خرج الدارة انتظر سالم زهاء نصف ساعة تقريبا وجاء بالفلوس يتمتم بكلمات لم يفهمها ركب سالم على حماره وانطلق قبل صلاة العشاء وصل
البيت منهكا من الوقوف ومن التحميل والتنزيل طيلةهذا اليوم ، ادرك فيما بعد بان مهنة التحطيب متعبة ومردودها المادي لا يتوازى مع ماتبذله من معاناه وجهد اثاء التحطيب فكلما اشتري سالم حطبا من الحطاب يدفع له المبلغ الذي يحدده الحطاب وكذلك يساعده في التنزيل وقال سالم انا ضد مقولة لا تشقى مع من شقي وريك ماقد لقي، قصة من الذاكرة وطابت اوقاتكم .