رفيق الروح

أمل مصطفى

يقول توفيق الحكيم: ” إن ما يميز الإنسان عن الحيوان هو الضمير”.. فهو حقًا نعمة كبيرة بدونها يفقد الإنسان القدرة على التمييز بين الخير والشر ، الخطأ والصواب…
ما يحدث فى أيامنا من الغش والخيانة، والقتل، وشهادة الزور، وارتكاب المُحرمات  يرجع لأزمة الضمير الإنسانى الذى فقد صلاحيته فى زمن اختلط فيه الحلال بالحرام.. رغم أن الحلال بين الناس بيّن والحرام بيّن…!!
الضمير هو رفيق روحك الذى لا تراه ، يُحاورك ويتحدث معك ويُقيمك ويُرشدك إلى الصواب حينما تفتح أذنيك وقلبك لهُ ، وعكس ذلك فأنت بدونه ضائع تائه ليس لديك مرجع في الحياة ، هو القاضى الذى يفصل ويصدر احكاما عادلة داخلك تنصفك احيانا وتؤرقك كثيرا ، هو الكائن الكامن فى نفسك فإذا رحل او مات لا يعود…!!
ان البشر من اهم مشاكلهم انهم لايعيشوا انسانيتهم ولا يعطوا للضمير حقه يعيشوا على حسب اهوائهم يشكلون حياتهم وحياة
الغير، يفرضون فكرهم الجامد والمنحرف ومن ثم يدّعون الكمال والاستقامة والصواب … متأرجحين بين الخير والشر على الرغم من ان الخير بيّن والشر بيّن…
مشكلة الضمائر هذه الأيام انها تموت قبل اصحابها واصبح الضمير لا يذكر الا عند اعراب جملة ….!!
فكثيرا ما نجد للبعض ضمير ظاهر حى ، والبعض له ضمير مستتر جبان ومايحزن حقا إن ما تبقى لهم ضمائر غائبة بل ميته…!!
ألا تتفقون معي، بأن الإنسان أذا أعطى قيمة لذاتهِ وأحبها لكانت حياتهِ اكثر جمال وقيمة ، ولكانت مُجريات حياتهِ سهلة يسيرة كجدول ماء صافي عذب ، ولكانت محطات حياته يغمرها السلام النفسى والأمن والأمان الذى يزهر سنين عمره ويحليها ، فالضمير يبقى الانسان ليس فقط على قيد الحياه بل ايضا على قيد الانسانيه …يقول فيكتور هوجو :
“الضمير هو حضور الله فى الإنسان”