المقالات

الأَْنْبِیَاءُ

الشاعر الفلسطیني/ د. أحمد محمود الرحل

 

بَعَثَ الإِْلَھُ إِلَى الأَْنَامِ كِرَامًا
فَرَأَیْتُ مِنْھُمْ سَیِّدًا وَإِمَامًا
نَشَرُوا السَّلاَمَ تَحِیَّةً بَیْنَ الْوَرَى
حَتَّى تَنَاقَلَ إِرْثَھُمْ أَنْسَامَا
ذَكَرَ الْكِتَابُ حَدِیثَھُمْ وَدُعَاءَھُمْ
یَا لَیْتَ قَوْمِي یَسْمَعُونَ كَلاَمَا
إِنَّ الإِْلَھَ قَدْ اصْطَفَاھُمْ كُلَّھُمْ
فَبَدَا ھُدَاھُمْ لِلأَْنَامِ وِسَامَا
أَنْعِمْ بِآدَمَ أَصْلِنَا فَمُكَرَّمٌ
جَافَى الْعِقَابَ فَزَایَلَ الآْثَامَا
إِدْرِیسُ أُرْسِلَ بِالصَّلاَحِ وَبِالْھُدَى
لَبِسَ الثِّیَابَ وَسَخَّرَ الأَْقْلاَمَا
نُوحٌ دَعَاھُمْ أَلْفَ عَامٍ لِلتُّقَى
وَالْجَمْعُ أَنْكَرَ مَارَسَ الإِْجْرَامَا
ھُودٌ دَعَا عَادًا فَأَنْكَرَ دِینَھُ
قَوْمٌ فَكَانُوا فِي الْعَذَابِ حُطَامَا
وَأَخَا ثَمُودٍ إِذْ دَعَاھُمْ لِلْھُدَى
فَأَبَوْا فَكَانَتْ صَیْحَةً وَزُؤَامَا
وَسَدُومُ لُوطٍ لِلرَّذِیلَةِ وَالْخَنَا
فَعِقَابُھُمْ مَطَرُ الْحِجَارَةِ سَامَا
وَشُعَیْبُ أَنْذَرَ قَوْمَھُ فِي غَیِّھِمْ
فَعَذَابُ رَبِّكَ مُسْلَطًا وَغَرَامَا
أَمَّا الْخَلِیلُ إِذَا ذَكَرْتَ صَنِیعَھُ
ھَجَرَ الدِّیَارَ وَحَطَّمَ الأَْصْنَامَا
ھَذَا الذَّبِیحُ كَمَا عَلِمْنَا أَمْرَهُ
صَدَقَ الْوُعُودَ وَنَفَّذَ الأَْحْلاَمَا
إِسْحَاقُ صِنْوٌ لِلتَّدَبُّرِ وَالْھُدَى
حَفِظَ الْعُھُودَ وَطَبَّقَ الأَْحْكَامَا
یَعْقُوبُ مِنْ فَقْدِ الْحَبِیبِ قَدِ ابْتُلِي
ذَھَبَ الضِّیَاءُ مِنَ الْعُیُونِ ظَلاَمَا
أَمَّا الْكَرِیمُ ابْنُ الْكِرَامِ فَیُوسُفٌ
حَفِظَ الْعَدَالَةَ فِي الدِّیَارِ نِظَامَا
أَیُّوبُ نَادَى بَعْدَ طُولِ مَشَقَّةٍ
فَالصَّبْرُ كَانَ لَھُ تُقًى وَسَلاَمَا
ذُو الْكِفْلِ كَابَدَ فِي الدِّیَارِ وَإِنَّھُ
كَفَلَ الْقَضَاءَ لِقَوْمِھِ أَعْوَامَا
ذُو النُّونِ وَلَّى مُغْضَبًا مِنْ قَوْمِھِ
كَانُوا عَنِ الْحَقِّ الْقَوِیمِ نِیَامَا
أَمَّا الْكَلِیمُ فَقَدْ ذَكَرْتُ خِصَالَھُ
أَعْطَاهُ عَزْمًا مِنْ لَدُنْھُ مَقَامَا
ھَارُونُ أُرْسِلَ لِلْكَلِیمِ مُرَافِقًا
وَالْعَوْنُ كَانَ تَجِلَّةً وَدِعَامَا
وَالْیَاسُ كَذَّبَھُ عَدُوٌّ جَاحِدٌ
لَمْ یَرْضَ بَعْلاً خَالِقًا عَلاَّمَا
وَالْیَسَعُ فُضِّلَ فِي الْكِتَابِ عَلَى الْوَرَى
وَالذِّكْرُ صَیَّرَهُ لِلْعَالَمِینَ عِصَامَا
دَاوُدُ یَشْدُو بِالزَّبُورِ مُبَشِّرًا
مَلِكًا رَحِیمًا قَائِمًا صَوَّامَا
أَمَّا سُلَیْمَانُ الْحَكِیمُ فَشَأْنُھُ
أَعْطَاهُ رَبِّي مَنْطِقًا وَكَلاَمَا
وَكَفِیلُ مَرْیَمَ إِذْ تَمَنَّى مَرَّةً
فَحَبَاهُ رَبِّي مِنْ لَدُنْھُ غُلاَمَا
یَحْیَى حَصُورٌ قَدْ أَھَابَ بِقَوْمِھِ
قَدْ نَالَ مِنْھُمْ جَفْوَةً وَخِصَامَا
أَمَّا الْمَسِیحُ وَقَدْ تَحَدَّى قَوْمَھُ
فَجَزَاهُ رَبِّي رِفْعَةً وَمُقَامَا
وَمُحَمَّدٌ جَاءَ الْبَرِیَّةَ مُنْذِرًا
فَمَحَا عَنِ الْكَوْنِ الْعَبُوسِ قَتَامَا
یَا سَائِلِي عَجَبًا وَفِیمَ مَحَبَّتِي
إِنِّي وَجَدْتُ صَنِیعَھُمْ إِقْدَامَا
إِنِّي ذَكَرْتُ یَسِیرَ قَوْلٍ عَنْھُمُ
وَوَھَبْتُھُمْ حُبًّا نَمَا أَعْوَامَا
إِنِّي وَجَدْتُ الْحُبَّ فِیھِمْ شِرْعَةً
مَنْ خَانَ عَھْدًا یَسْتَحِقُّ حُسَامَا
إِنَّ الْبَرَایَا كُلَّ یَوْمٍ تَرْتَجِي
أَھْلَ الْھِدَایَةِ سَادَةً أَعْلاَمَا
اللهَُّ أَكْرَمَ حِینَ أَرْسَلَ صَفْوَةً
تَھْدِي إِلَى الْحَقِّ الْحَنِیفِ أَنَامَا
إِنَّا عَبَدْنَا وَاحِدًا مُتَفَرِّدًا
وَنَبِیُّنَا أَھْدَى الْوَرَى إِسْلاَمَا

 

مقالات ذات صلة

إغلاق