المقالات

هكذا حكت الشمس !.

 

ليس كل غروب وداع!.
فالشمس بشروقها هي الحياة المتجددة بكل يوم، والمعلمة لنا بدفئها المتجدد ونورها المنتشر، والراسم ظلها لكل موجودات الحياة جعلت للظل معنى ثان في قرارة كل متأمل، كما جعلت بغروبها الدهشة بجمال فرجتها، وهي المبتسمة على الدوام عند كل صباح وحين تدنو للغروب؛ فهي كالعروس التي زفت إلى مخدعها بعدما ودعت يوم غروبها لتركن وتسكن إلى حين !.
والمستبقضة فينا من جديد بمتعة انطلاقة رحلة سراجها الوضاء بأمر من ربها بكل الحياة نهارا قال تعالى : (وجعل الشمس عليه دليلا ).
وأطفأه ليلا فينا السبات والسكينة والهدوء حتى نرخي سدولنا .

نعم أعشق غروب الشمس وهي بالنسبة لي حقيقة لا مجازية !.
أليست الشمس هي كلمة من كلمات ربي ؟!.
وهي (السراج )بالنهار ، وما سمي السراج بهذا الاسم إلا لكونه يحاكيها، يحاول بفضوله الواهن أن يفعل صنعته بعتمة الليل السوداء !.
فالحياة كلمة مشرقة بها شمس، كأنها السراج ، تجري لمستقر لها لتعطي الحياة دافعا تأمليا عميقا.
لمن أراد أن يستشعر فلينظر لها حين وداعها، فحال شفقها المنغمسة فيه كأنه يشير إلينا بأنه ليس كل غروب وداع !.

أحمد بن علي الصميلي

مقالات ذات صلة

إغلاق