المقالات
جارتي العصفورة
وأنا في تأملاتي فاجأتني بأنها تتأملني أيضا بتلك النظرات أحسست أنها تكلمني !!!!!!
لم أنتبه أنها أصبحت جارتي حتى بتنقلاتها، بدأت تدخل بزاوية النافذة بالحائط المقابل لبيت الجيران، عرفت أن لها زغاليل عندما بدأت أسمع أصواتهم
وكأنها تقرأ أفكاري.
اطمئنت بأن سرها بالحفظ والصون،
استأنست ، أصبح لنا وقت كل يوم .
عندما أجلس لأستريح أشعر أنها في ذهابها وإيابها تتفقدني، دائما لا أعرف كيف أصبحت الأفكار تتوارد على ذهني من تلك العصفورة، أشعر أنها تخاطبني، تحدثني، فهي تتنقل قريبة مني ثم تقف لوقت وعيناها تراقبني……
ربما كانت تكلمني كل ما أعرفه وكأنني أسمعها لا أعرف كيف بدأت…. أصبح هناك تفاهم.؟!!!!
لا أحد يدري كيف حصل
وكأنها تسرد أخبار الماضي وعبره تقول:
“ما بكم أنتم البشر تفعلون كل شيء إلا المطلوب منكم سوى القليل”.
القليل هذا إذا فعلتم لأنفسكم، أ لم تتعلموا أن لا أحد يضمن لنفسه البقاء ؟!!
وإن ما في هذه الدنيا يبقى فيها، لن تأخذوا شيئا معكم سوى نتائج أعمالكم.
ألا تعلمون أنها دار ممر وليست منزل مقر ؟!
مساكين أنتم….
كم تحرمون أرواحكم سكينتها، كم تحرمون أنفسكم، كم أحمالكم ثقيلة،
ألم تسمعوا بقصص فرعون وأمثاله؟!
أتأمل ما يخيل إلي أنها تقوله، نعم نعم، كم نجمع ما لا نحتاج له، وكم نحن تعساء، لا يعجبنا العجب لا نملك القناعة، لا نحب حتي أنفسنا، فكيف نحب الآخرين مع أن الله فضلنا وميزنا بنعمه التي لا تعد ولا تحصى، وسخر كل شيئ لأمرنا وهدانا و نحن لم نقدر… أغلبنا كطفل مدلل شرير و كأنه يحق له أن يفعل ما يشاء ، حطم كل هداياه، وأغضب كل من حوله لطمعه وأنانيته حتي الطبيعة غضبت منه لصراخه وإقلاق راحتها، وإفساد جمالها وتخريب بيوت سكانها…. وتأملتها جيدا ، فرأيتها سعيدة جدا، تزقزق بفرح لا شيئ يشغل بالها هي بحالة سلام واطمئنان.
نعم، اطمئنان.
وأسأل نفسي من منا في حالة اطمئنان ، ما أجمل عالمهم !!
ما أجمله ، كم وددت لو كنت مثلها ، كم وددت،
ويبقى لنا أن نلتقي كلما تلاقت نظراتنا ، نتراسل، لا أعرف أن أفسر ما يحدث، ولكن تستمر الأحاديث.
منى قيس