يا جِنُ
هيا تعالي وابسطي كفني
فالشعرُ والليلُ والآهاتُ تأسرني
طيارةٌ
في أقاصي الأرضِ طائرةٌ
وفوقها الجن والأهوال تبصرُني
أراعها؟
جادلٌ جاء الغمامُ بهِ
والنجمُ من حولنا أشكو ويسمعُني
ناديتُها
وسهامُ الوجدِ تقتلني
يا دوحة فوقَ دربي لا تظللني
أعطيتُها
الحبَ من قلبي لتنثره
والبينُ يقتاتُ من حُلمِي ويمقتُني
بالأمسِ
كانتْ شغافُ القلبِ نبضتهُ
واليوم أضحتْ لِحافَ الهمِ والحزنِ
ولستُ
في ريبةٍ مما فتنتُ بهِ
لكنه الدينُ والأخلاقُ تمنعني
ما كنتُ أدري
بأن العشقَ ملحمةٌ
حتى غدتْ لهفةُ الأشواقِ تقنعني
كم غابتِ النفسُ
من أعقابكم تلفتْ
حتى إذا عُدتُمُ عادتْ إلى بدني
يا قلبُ
صبرًا على ماكانَ من نكدٍ
على النوازلِ والأسقامِ والمحنِ
ناديتُ
يا لهفتي والروحُ قدْ زهقتْ
وفي فؤادي تهاوتْ حسرةً سفنُي
يا أيها الطائرُ
الساري ليدركني
يا أيها الشفق المنثور من زمني
ناديتُ
في صرخةٍ ثكلاء يسحقُها
وجدٌ أناخَ بنا قسرًا ويحرقُني
في كلِ يومٍ
نداءٌ لا جوابَ لهُ
الليلُ يجثو على صدري يعذبُني
وأمتطي
الشوقَ والأحلامُ غاربةٌ
والأمنياتُ على صدري تُمزّقُني
يا صبُ
صبرًا على ما كانَ من شغفٍ
الروحُ من كونِها كانت و لم تكُنِ
أنا العليلُ
ولكن لم أجد أملًا
ينتابُني الحزنُ والآهاتُ تقسمني
بسطتُ عُمري
لسلمى كُنتُ أعشقُها
هذا مقالي وكفُ الوجدِ تقهرُني
د/علي بن مفرح الشعواني |