المقالات

“\u062a\u0642\u0627\u0633\u064a\u0645 \u0627\u0644\u0639\u0631\u0641\u062c \u0666\u0665”

✒️عبدالله البطيّان يكتب

للجمال دواعي تمنح الحياة حلاوة مضافة نافعة في سبيل إنعاش الأثر وبلاغ الحدث، تقاسيم أثر أحدثه أ. علي بن طاهر العرفج في مسار الشعر العربي الحديث.

حيث أصدرت مكتبك المتنبي كتاب تقاسيم في طبعتها الأولى ١٤٤٢هـ – ٢٠٢١م في ٦٦ صفحة وقياس ١٤*٢١سم بلوحة غلاف من تصميم المؤلف، والمحتوى ضم ٦٥ نص شعري حديث.

عرفناه فنانًا تشكيليًا، حرفيًا، خطاطًا وحان لنا أن نكشف عن وجه أبي هاشم الشاعري عضو الرابطة الأدبية في مدينة المركز الأحسائية، في حركة تجمع فن تعبيري متناهي الفارق بعيدًا عن قناع الصمت الذي يرتديه الفنانون.

قدم الإهداء إلى تربة هجر… إلى أمه، ووضع بطاقة شكر لكل أصدقاءه وأحباءه المخلصين، الشعراء والأدباء أعضاء الرابطة الأدبية؛ الذين لولاهم لما كانت هذه الوريقات.

كانت الفاتحة بـ نعم الحياة تزدحم بالأقنعة ونفاضل بينهما.. أي القناع يناسب لحمنا، ويرفع بقية جمالنا الترابي..
للقناع روح أخرى لا تتعدى حوافه التي قصفتها أظافر كثر.. وللأقنعة محفل من شخوص..
شخوص وجدوا في قناع طريقة عيش، وأسلوب (بقاء)
بريق القناع جاذب كاذب
لكنه يموه من وما خلفه بالحقيقة..
الحقيقة التي يخطط ملامحها بقلم حبر سيَّال سرعان ما تفضحه رطوبة الاحتضان..
لو أن دكانًا يبيع أقنعة من ورق التوت لكان أثرى من على البسيطة.. لكن شجرة التوت أقسمت بروح البلابل التي تقبلها قبلة بامتداد الربيع ألا تعير ورقها قناعًا يجف حين يخضل..
كلما ضج القناع (بحياة ما) أقنعنا جدًا بحقيقته الأولى والأخيرة.. حيث هو قناع.
فقط لاغير. وهنا تقف الحياة قناعًا لحقيقة الموت..
والماء قناعًا للجفاف..
والسماء قناعًا للفراغ..
والأرض الخضراء قناعًا للرمل الأجرد..
والإنسان قناعًا للوحش فيه..
يا المفارقة الكبرى هنا..
سيكون القناع هو عين الحقيقة!!
لأنه الوحيد القادر على إقناعنا..
للأقنعة محفل آخر..

أما ختام تقاسيم فكان ( حينما تتمشى في أعماق شرايين الواحة العظيمة ليلًا تأسرك بعطورها المعتقة.. المعتقة بامتداد الزمن في التاريخ حد الثمالة..
فمن رائحة الماء الذي جرى ضحى هذا اليوم عبر جذوع النخل فوهب روحه إلى التراب الغض فانبعثت رائحة لا تشبه إلا رائحة الحياة بعينها تنعش كل خلايا الروح والجسد.
إلى رائحة ( الطبينة) التي نضدها الفلاح قبيل غروب هذا اليوم بحشائش الأرض وسعف النخيل الحنين وطرزها بذلك التراب المعمد بماء الحياة.. ثم أوقد جذوتها التي تراوح بين شعلات تنتقل بين ثنايا الطبينة/العطر، وبين خيوط الدخان الرقيق الذي يحمل كل تلك الروح العابقة بكل أطياب الأرض والإنسان لتبعثرها بين النخيل الأمهات هدايا وأمتنان.

إلى رائحة قلوب النخل التي لتوها في كانون بدأت تصنع جينات الأعذاق المنتظرة في الربيع الآتي.. كأنها فتاة عذراء لا تشي إلا بالخصب والشبع والفرح.

تقاسيم أحد وجوه الولاء والانتماء للواحة التي وضعتها اليونسكو في التراث الإنساني بشكل استثنائي وسجلت لها وسم “الأحساء مشهد ثقافي متحضر”، ذات الواحة التي سجلتها غنيست كأكبر واحة طبيعية من صنع الإنسان بالعالم هنا.. أ. علي العرفج يتقاسم العالم بهجة الثراء المعرفي والتراث الإنساني بقلم أدبي.

 

مقالات ذات صلة

إغلاق