المقالات

أمي وأبي

 

 

ياطائر السعدِ المؤذن في السّحرْ
أين السماحة والوفاء من البشرْ؟!

أين المحبة إن طلبتَ اُخوّةً ؟
ما كان وجداني شغوفاً بالسهرْ

أذانكَ في الأذنين يُشبهُ قارئاً
يُرتّلُ القرآنَ ، شَجِيّاً عَطِرْ

أين ما كنتَ تؤدي من الهدى
أم ضاع صيتاً للفصاحة واندثرْ؟!

أهوى نداء الفجر والشوقُ يَشُدّني
إلى ماضٍ غشاه الأنسُ والسمرْ

أمي والتنور ودخنٌ من الضحى
وحقنةٌ كالسحبِ من صفرِ البقرْ

أصحابُ في ربعي ترانا عِصابةً
ونكرم الضيفان ، أهلاً بمن حضرْ

بنى خالي وجدي للحبيبةِ عُشَّةً
تضاهي برج النيل أوفيلا في قطرْ

وبها الإيناسُ قَبّلَ وجنتي
والهنا والسعد في نفسي قد انتشرْ

وبها أمي وإخواني بدورٌ في الدجى
كالفل والكاذي بين زحات المطرْ

وأبي نجمٌ يبددُ في الحياة ظلمتي
ويهجر النومَ ، بعيدٌ في النظرْ

من صلاةِ الصبح يوقظ غفلتي
يَُبدّل الأحزان سلوى او سمرْ

ويبدي أفراحاً عراضاً بحكمةٍ
ويخفي احزاناً ثقالاً في الصدرْ

لكنّ كل السعد شهداً يذوقه
ما كان في شكوى هموماً أو ضجرْ

يا طير هل رُمتَ زمانَ طفولتي
ونداءُ الفجرِ يعلو هامات البشر ؟!

وددْتُ لو أني دقيقاً من الثرى
كي يعيدُ الريحُ نثريَ في الصحرْ

وأزور داراً فيها مهد بدايتي
أشمشمُ ريحَ أمي في الجدار وفي المدرْ

اُقَبّلُ (ذا الجدار وذا الجدار) بلهفةٍ
وأنشدُ شعراً من فؤادي انهمرْ

وأنثر دمعي في الديار مساقياً
ركناً حوى أميَ ، فداها عمريَ والبصرْ

يحيى بن علي البكري
3 / 9/ 2021

مقالات ذات صلة

إغلاق