المقالات

*دوحتي*

 

 

سرى الشوق مختالًا على هامة الشعرى

تحدى ظلام الليل يستنطق الفجرا

أعاذلتي مهلًا فإن تودّدي
يحاكي شذى الأزهار قد فاقها نشرا

مقيلي وإيناسي بأفياء دوحتي
بها خاطري يسلو ليستنبئ الثغرا

تميس بأذيالٍ وإن هبت الصبا
فواهًا لأيامي من الضجة الكبرى

فأعرضت عنها لا عن الهجر والقلى
ولكن ضوء البرق أخطاره تترى

وأيقنت أني واحد القوم مضرمٌ
بجمر الغضا والنار وقّادةٌ حمرا

فلما تثنّت عاد بي الشوق وانجلى
عن الغيم بدرٌ فاق في حسنه البدرا

ومالت بها الأنسام في كل جانبٍ
فأسرعت كي أحظى بما زيّن النحرا

وتاقت لها نفسي فأحكمت قبضتي
فباشرت باليمنى ودافعت بالأخرى

فما إن رأت عزمي وأني متيّمٌ
تصابت وأغرتني بأن ألقت السترا

وقالت وقد طاب الجنى هاك يا أنا
حنانيك تلقاني أنا الروضة الخضرا

فما عقدها بالجيد إلا ثمارها
تدلّت وأغنت جائع القوم معترّا

أيا دوحتي لا فرّق الله بيننا
خليلان ما عشنا ولا نرتضي الهجرا

أتدرون ما أعني وما سرّ دوحةٍ
نظمت لها شعرى وأنتم بها أدرى

فما دوحتي إلا صفاء أخوةٍ
أُناجي بها سرًّا وأدعو لها جهرا
……………….
ش/ أحمد الزيداني

 

مقالات ذات صلة

إغلاق