رسالة إلى سعادة محافظ محافظة بيش الجديد ، الدكتور تريحيب بن عماش

أما قبل : فأحييك بتحية اﻹسلام الخالدة السلام ، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته وطيب صلواته ، وأهلا وسهلا ومرحبا ملايين .. نستقبلك بالحب وكل معانيه أهدافه وأمانيه أشعاره وأناشيده وأنغامه وألحانه وموسيقاه وأغانيه ، محملا بالفل والكاذي والمخضارة والبعيثران والشيح والواله والسكب والشار والنعثة والريحان وكل ورود وعطور جازان ..
وأما بعد فإن محافظة بيّش هي أحوج ما تكون حاليا لك
سعادة المحافظ إني أهيم حبا وعشقا في بيش وأحبها أكثر من نفسي أرضا وسكنا وأناسا وزوارا .. وإني لأتمناها في أحسن حالة وأجمل منظر ومظهر .. وتعلم سعادة المحافظ أن المدن مثل البشر تمرض وتعالج فتشفى أو تهمل فتتدهور الصحة فتتعب ثم تموت والشواهد كثيرة .. وبيش الحبيبة وخلال السنوات الماضية مرضت وأهملت فتعبت فكادت أن تموت لولا أن لها في الأجل باقي فسحة وما زال في عمرها متسع نتمناه ألآفا من السنوات ..
سعادة المحافظ بيش متنزهاتها ليست كباقي المتنزهات ، وحديقة الأمير محمد بن ناصر التي أهملت حتى تدهورت وصار وضعها ليس كما كان قبل عشر سنوات حتى إنك تمر بها حاليا ولا ترى متنزها واحدا فيها .. أما حديقة المستشفى فولدت ولكن ماتت خلال يومين .. وحديقة الضفة ليست بالمستوى المطلوب ، وحديقة الريف من مدة طويلة ما رحت لها ، لأنها لم تكن مرغوبة أبدا أبدا .. والطرق والشوارع مكسرة ومحفرة وفي كثير منها نتوءات وخاصة خط الثلاثين .. وضيقة والمداخل إلى المدينة مغلقة مغلقة فإن تجاوزت الإشارة الجنوبية فلا يمكنك العودة إلا من قرية المجديرة وحلة العزامة .. وإن عديت الإشارة الشمالية فلا يمكنك العودة لبيش إلا من عند إشارة مسلية ! وانظر للمشقة والتعب الذي يواجهه أهل بيّش والحلل التي تقع بالقرب منها ( كحلة البناية وحلة الشريف وحلة الكدرة وحتى الشريعة وحلة المطارة وحلة السعنة ) وأهملت مداخل المدينة إهمالا شديدا .. فتجد سعادة المحافظ ليس للمدينة مدخل سوى إثنان عند الإشارة الجنوبية وعند إشارة مستوصف صرح التوفيق ومدخل هو الأسوأ والمزدحم والخطر عند مجمع الحريبي.. فهل يعقل أن مدينة أو محافظة كبيش فئة (أ) ليس لها إلا مدخلين وثالث هو اﻷسوأ بحفره وضيقه وخطره ؟! ولهذا نأمل سعادة المحافظ فأنت قادر على التغيير للأفضل وقد سمعنا عنك الكثير ما جعلنا نستبشر بقدومك وأنك المنقذ لمدينتنا بيش ..
وإنني في غاية السعادة بحضورك محافظا لمحافظة بيّش .. والنظافة النظافة ولعلك تعلم أننا نبني قيمة النظافة فكيف بطالب نبني في نفسه قيم النظافة فيعود لبيته ويرى كل القذارات والوساخات والزبالات منتشرة في كل الشوارع وعند المدارس والمجمعات السكنية واﻷسواق .. والمطالب والله لم تنته ولكن حبيت التخفيف ، لكن على طريق الأمير محمد بن ناصر تاريخ جميل لنا أهل بيّش جدا جدا وهو طريق الحاج القديم وقد تم قفله فيا حبَّذا تعيد فتحه ليبقى هذا المعلم معروفا لدى جميع الأجيال فهذا الطريق قديم قدم التاريخ منذ أن مر به عبد المطلب بن هاشم جد نبينا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام متجها مع وفد من قريش إلى اليمن . افتح الطريق واجعله يأخذ حقه ووسعه من الجنوب. واجعل طريق الحاج القديم مع طريق المزارع يأخذ حقه في هذا العهد الزاهر ..
سعادة المحافظ : في بيّش رجال قد رحلوا كانت صفحاتهم بيضاء وأعمالهم جليلة ولا ينساهم التاريخ وما قدموه لبيش وللوطن ، وقد قدمت بيّش مجموعة شهداء من أبنائها دافعوا عن الوطن وضحوا بأرواحهم وكل أولئك يستحقون أن تخلد ذكراهم ، وذلك بتسمية بعض شوارع بيّش بأسمائهم فيا حبَّذا أن يكون ذلك وعلى يديك .. الشيخ جِبْرِيل حكمي قاضي محكمة بيّش وهيئة التمييز ، والشيخ إبراهيم بن يوسف فقيه القاضي والعالم والراوية والشيخ المربي ورجل التعليم محمد بن يحيى فقيه ، والمربي الأستاذ مساعد بن محمد أبو طالب والشيخ جابر بن محمد عكفي شيخ شمل قبايل بيّش ، والشهيد غانم بن حسن وشيلي والشهيد أسامة بن محمد أبو علوان والشهيد ياسر بن موسى شيبة ، رحمهم الله جميعا ، أولئك جميعا يستحقون أن تخلد ذكراهم بتسمية الشوراع والطرق بأسمائهم .
ولا أنسى سعادة المحافظ أن تجعل من الكتّاب في بيّش والإعلاميين أصدقاء لك .
متمنيا لك سعادة المحافظ طيب اﻹقامة في مدينة الحسن والجمال ( بيش ) وأن تحفر في أذهان أبنائها ذكريات لن تنسيهم اسمك أي حوادث للزمان ويرويها اﻵباء للأبناء .. إنه إنتصار الحب.