المقالات
أخر الأخبار

غـــداً أجــمــل

 

بقلم الدكتور : ضيف الله مهدي

منذ ما يقارب ١٥ سنةً تزيد قليلًا أو تنقص قليلا بدأت أرى الحفريات التي طالت معظم مدن ومحافظات منطقة جازان – وأنا طالب في الجامعة كان أحد أساتذتنا يقول إذا رأيتم الشوارع تحفر فأفرحوا فإنها مشاريع إنمائية للمدينة وتحول في البنية التحتية – ففرحت لتلك الحفريات وأن هناك مشاريع للمنطقة ستنقلها نقلة نوعية إلى الأفضل والأحسن والأجمل .. فهناك حفريات كانت خاصة بالهاتف والاتصالات ، وهناك حفريات كانت لتصريف مياه الأمطار والمجاري ، وهناك حفريات خاصة بالكهرباء وتمديداتها .. وبرغم أننا صبرنا كثيرا على تلك الحفريات ، وكانت كلما أنتهت حفرية قامت حفرية أخرى ، جعلت شوارع معظم المدن تبدو في أسوأ حالة ومنظر ومظهر . وكم أتلفت تلك الحفريات الكثير من سيارات المواطنين !!

ثم أنتهت تلك الحفريات تقريبًا وتنفسنا الصعداء وقلنا في أنفسنا سننعم الآن بالراحة والهدوء وجاء الغد الأجمل الذي أنتظرناه طويلا ، فإذا الغد الأجمل لم يكن جميلا على الإطلاق .. فالكهرباء لم تتقدم خطوة واحدة ، بل هي كسابقتها من السنوات فالإنطفاءات والإنقطاعات لا تزال متكررة على معظم محافظات ومدن وقرى المنطقة ، ولا تزال الفواتير في ارتفاع وزيادة تكلفة . وأما الاتصالات فهي أسوأ مما كان ، فلا تنعم بسرعة أنترنت ولا اتصال وكم انقطاعات تحدث أثناء المكالمة الواحدة !!

وبعد موجة الأمطار التي شهدتها المنطقة وتشهدها حاليا بانت مشاريع تصريف مياه الأمطار واستوضح الجميع حقيقة تلك المشروعات ، فالشوارع غدت شبه بحيرات وأنهار .. وغرقت الكثير من البيوت بسبب المياه المنقولة لها من الشوارع نتيجة عدم تصريف مياه الأمطار !
ويتساءل معظم المواطنين ، عن الحفريات التي أستمرت ما يقارب خمس عشرة سنة ، ماذا أستفدنا منها ، إذا كنا لم ننعم بحفرية واحدة ونقول آتت أُكلها ، فأي حفرية سننعم بها .. ويحدونا الأمل في غد أجمل والكثير يردد وغدًا أجمل .

 

مقالات ذات صلة

إغلاق