المقالات

المرجيحة

بقلم الكاتب : محمد الرياني

رسمتْ مرجيحةً، لم ترسمْ للطفولة كما فعلتْ مع المرجيحة، كتبتْ للتاريخ عن التي وقف عن يمينها و عن يسارها اثنان كما النجوم التي رسمتها في سماء لوحتها، سألوها والفرشاةُ لاتزال في يمناها عن المرجيحة! لم تذكر كيف تتدلّى لتحرك هوى الطفولة؟ أو عن المقعد الذي يحملها كي تعانق النسمات، لم تقل شيئًا عن لحظة الفرح الغامرة وهي ترسم اللعبة التي حملتها يومًا، تالين التي ترسم البراءة تتخيل عن اليمين يدًا تهزُّ نصف المرجيحة، وعن اليسار أخرى تهزُّ النصف الآخر، تتحرك المرجيحة، تنطلق للأمام، تعود للخلف، ترفض للحظاتٍ أنْ يحركها أحد لتهزَّ بنفسها المرجيحة، تنتظر التشجيع كي تتعود يداها الصغيرتان فنون اللهو البريء، شبعتْ من اللّعِب، اتجهتْ نحو الكراسة والفرشاة والألوان، حضرتِ النجوم نحو الذاكرة الصغيرة، سطعتْ على لوح الرسم، حضر الهلال الذي لاحَ صغيرًا كإضاءة الصغيرة، رسمتِ السماءَ والسكون يخيِّم على الكون، طبعتْ على سطح السماء المرسومة في لوحتها وجه الهلال، برزت النجوم مثل عقدِ فلٍّ تناثر من هول الفرح، شكّلتْ بألوانها من وحي ذاكرتها الصورة التي رأتها وهي تلعب بين أعظم اثنين أحاطا بها، اكتملت الرسمة، جاءتْ تركض في ملعب الطفولة، عرضتِ الصورة الجديدة في المدخل كي يحلو المكان ويكون أجمل، بدت المرجيحة أسطورة لا تقلُّ جمالًا عن لوحةٍ خالدةٍ جيء بها من معرضٍ أصيل، جلس محبوها على الأرائك، حضرتْ تالين تشرح لهم قصة الحبِّ الذي صنع المستحيل، أشارتْ إلى الألوان، شكرتْ الذي ابتاع لها الفرشاة والألوان واللوحة ، طبعتْ على رأسه قبلة للتاريخ، نظرتْ في الوجه الحنون الآخر بعينِ العطف والمحبة، حرَّكا فيها المشاعر لتصيغ للطفولة لحنًا صامتًا من وحي فرشاتها، في يومٍ بهيجٍ بلا ضجيج اعتلتْ لعبتَها، هزَّت المرجيحة، ظلّتْ تنظر إلى الأمام وهي تلعب، وتنظر إلى الخلف لتحتفي بلوحتها، حان المغيب ولايزال الهلال يضيء ببراءته في السماء، فيماالنجوم تنتثر كأروع مايكون الضياء، وقفت تالين عند رسمتها للاحتفاء بلوحتها.

 

الرسمة بريشة المبدعة الصغيرة : تالين كاملي 

مقالات ذات صلة

إغلاق