المقالات
إياك والذهاب للموت ..
خالد حمدي .. الوطن الان
كفى بالموت واعظًا، وللقلوب مقرحًا، وللأحبَّاء مفتتًا، وللعيون مُبكيًا، وللنُّفوس محزنًا، وللجَماعات مُفرِّقًا، وللذَّات هادِمًا، وللأُمنيات قاطعًا.
فالموت: يُفرِّق بين الأحباب والأصحاب، ويُباعد بين الأقرباء، ويَحُول بين القرناء، ويهدمُ اللَّذَّات، ويقطعُ الصِّلات، ويُيتِّمُ البنين والبنات، ويُشتِّت الجماعات.
الموت: له هَيْبَةٌ تخضع لها الرؤوس، وتنحني لها الظُّهور، وله رهبةٌ تخشع لها النُّفوس، وتَرجُف من أجلها القُلوب.
الموت: يَمضِي في طَريقه ولا يتوقَّف ولا يَتلفِت، لا يستجيب لصَرخة مَلهُوف، ولا لحسْرة مُفارق، ولا لرغبة راغبٍ، ولا لخوف خائفٍ، ولا للوعة أمٍّ، أو شَفقة أبٍ، أو حَنين طفل.
الموت: قَضاء نافِذ، وحُكم شامل، وأمر حاتم لازم، لا تمنع منه حَصانة القِلاع، ولا يَحُول دُونه حِجابٌ، ولا تردد الأبواب، كما قال العزيز الوهَّاب: ﴿ أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ﴾ [النساء: 78].
الموت: لا يَخاف الأباطرة والأكاسرة، ولا يَخشى الملوك والقَياصِرة، ولا يَرهب الأُمَراء والقادة، ولا الزُّعَماء والسَّادة، يبطشُ بالعظيم كما يبطشُ بالحقير، ويُفنِي الشيخ الكبير كما يُفنِي الولد الصغير، ويُهلِك الكهلَ القويَّ، كما يُهلِك الشابَّ الفتي، لا يرحم مسكينًا ولا فقيرًا، ولا يترك عَزِيزًا ولا ذَلِيلاً، ولا يدعُ بارًّا تقيًّا، ولا جبَّارًا عصيًّا، لم ينجُ منه أميرٌ أو وزيرٌ، ولم يسلمْ منه غنيٌ أو فقيرٌ، وما ترَك نبيًّا ولا وليًّا ولا تقيًّا، ولا يُحابي زاهدًا أو عابدًا، بل شمل المُقِرَّ والجاحد، والصَّحيحَ والسَّقيم، والمريض والسَّليم، بل لم يسلمْ منه الملائكةُ الكرام، وحملةُ العرش العظام، وجبريل – عليه السَّلام – وآخِر مَن يموتُ ملكُ الموت.
فالموت: عاقبة كلِّ حيّ، وخِتام كلِّ شيّ، ونهاية كلِّ موجود، سوى الربِّ المعبود، يستوي فيه المالك والمملوك، والسيِّد والمسُود، فلا مفرَّ منه ولا مَحِيص عنه، ولا مَناص من سُلطانه، ولا إفلات من شِباكه، فهو سنَّة الله في خَلقه، ولن تجد لسنَّة الله تبديلاً، فمهما عاش المخلوق فهو إلى الموت صائر، قال تعالى: ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ [الرحمن: 26، 27].
فالكلُّ سيموت، غير ذي العزَّة والجبروت.
عزيزي المواطن والمقيم :
عزيزي الانسان :
وباء كورونا وباء خطير جدًا والدولة قد سهلت ويسرت واوعظت ونصحت وقدمت الغالي والنفيس في سبيل الحفاظ عليك وعلى صحتك وسلامتك ولم تمس وظيفتك أو راتبك ولم تغلق عليك مكانا للعلاج ولم تقف لك بالمرصاد وحرصت كل الحرص على سلامتك ، فالمواطن أولا عند القيادة وهذا شرف عظيم وحب كبير لك ايها المواطن .. فالحذر كل الحذر واياك والذهاب للموت بنفسك او جلبه لاهلك وخاصة ابوك وامك واولادك ورحمك ..
حافظ على نفسك واهلك وبلدك بقدر المستطاع وأتبع التعليمات والاحترازات وكل امرك الى الواحد الاحد .. واخيراً ( حفظك الله ) ..
بقلم الكاتب
خالد بن محمد ناشب حمدي
|