فن وثقافة
أخر الأخبار

من مزون القوافي ونفحات دهوان

حوار أدبي مع الشاعر حسين العاطفي ضمن سلسلة لقاءات مجلس دهوان وخلب الأدبي

 

حاوره الشاعر  : عبدالله الأمير                             تعقيب الإعلامي : محمد أبو القاسم                    إدارة الحوار الأستاذ : يحيى مسعود حكمي 

سادات المكان وعشاق البيان في صرحنا العامر مجلس خلب ودهوان وكما عودناكم ضمن سلسلة لقاءات مع شعراء وأدباء هذا المجلس ، فإنها ليلة من ليالي العيد أضفى على حسنها حسناً ضيفنا الحسين ومعه لا شك سنحظى بعيدين حانت اللحظة للتحليق معه والتجول في بساتينه بين وروده وأزهاره العابقة ، لنستشف من رحيق كلماته شهداً لذيذاً ، شاعرنا لهذه الليلة معرِفَة جمع بين أصالة الماضي وعراقة الحاضر والمعرفة لا تعرف إنما سنغوص في أعماق بحوره لتسبير أغواره لنتعرف عليه أكثر فأكثر عن كثب .

قبل هذا وذاك سنستعرض في لمحة سريعة السيرة الذاتية لضيفنا وشاعرنا الكريم :

الإسم : حسين محمد العاطفي الهزازي
من سكان منطقة جازان – محافظة الحرث – قرية البيضاء
المستوى التعليمي : ثانوي ودرست الجامعة ولم أكمل
الحالة الإجتماعية : متزوج ولي خمسة من الأبناء
المهنة : متقاعد رئيس رقباء من القوات البرية
السكن الحالي مدينة الرياض

الهواية المفضلة : الشعر الرسم الخط العربي

الشاعر حسين العاطفي مستهلا حديثه في بداية اللقاء  :

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد، يسرني ويسعدني أن التقي بكم هذا المساء الزاهر المضيئ بوجوهكم الكريمة التي تجملت بطاعة ربها صياماً وقياماً وتلاوة قرآن ، فنسأل الله عز وجل أن يمن علينا بالقبول  والحمدلله على مانحن فيه من أمن وأمان وإن كنّا في حجر في بيوتنا لكننا ننعم بالصحة والأمان ، ولله الحمد وهي أزمة وستنتهي بقدرته سبحانه أشكر لكم دعوتي لهذا اللقاء وأتمنى أن يثمر بالخير والمسرة على الجميع ، حفظ الله وطننا ومليكنا وولي عهده والشعب السعودي والأمة الاسلامية جميعاً.

لاشك بأنك مررت بتجارب خضتها وصعاب واجهتها في مجالك الشعري فهل لنا بإلماحة عن ذلك ؟

بداياتي الشعرية من المرحلة المتوسطة متأثر ببعض الشعراء في المجلات الأسبوعية والجرائد أمثال : الأمير خالد الفيصل، الأمير بدر بن عبدالمحسن وطلال الرشيد ونايف صقر وطلال السعيد وعلي القحطاني ، وكذلك شعراء قداما قليل مثل محسن الهزاني، ومن الشعراء الأقدم شعراء المعلقات، وكثير من الشعراء فتأثرت بهم وتولدت عندي الشاعرية واستمريت في الكتابة حتى الآن .

متى شعر حسين العاطفي بأنه أصبح مهيأ للشعر أي متى قدمت نفسك الساحة ؟

قدمت نفسي حينما قدمني أستاذي الله يراعاه أينما كان في المرحلة الثانوية قدمني للإذاعة الصباحية ، حينما سمع بعض القصائد ، لي فحب أن أواجه الناس من تلك المرحلة
والحمدلله كانت لي دافع كبير في التغلب على الوقوف أمام أحبابي وأصدقائي وزملائي والناس عامة ولله الحمد .

لو سمح لي حسين العاطفي بالغوص أكثر فسأقول لك : من خلال مسيرتك الأدبية ما مجالات الشعر المفضلة لديك ؟

المجال الشعري الأقرب هو الغزل ثم الوطنيات .

مارأيك بشعراء جازان من خلال الإمكانيات المتاحة لاسيما الإهتمام بالجانب الأدبي ؟

شعراء جازان ملاؤا الدنيا تفنناً وفناً وجمالاً، على فهم الذين يقدمون للعالم الفن الجميل والرائع والامكانات لا بأس بها وخاصة مع وسائل التواصل الاجتماعي باستطاعة المبدع أن يقول هاءَنذا .

في محطة توقف بسيطة ساترك لك حرية الإختيار لقصيدة محببة إلى قلبك تطرحها لنا ولك دقيقتين تفعل فيها ما تشاء ؟

قصيدة بعنوان : نفحات المجد

سرى القلبُ من أرض الرياض ويمّمَا
وحلّ على أرضِ الجنوبِ وسلّما

بنفسيَ تلكَ الأرضُ ما أجمل الرُّبى
وما أطيب الأجواءِ فيها  وأعظما

بلادٌ حباها اللهُ من جودِ فضلهِ
فكم بات فيها خاطري مترنما

فلا مثلُها في الكون أرضٌ جميلةٌ
تغنّى بها المُضنى ولو كان أبكما

ولا مثلُها من تجمعُ الحسنَ غادةٌ
تتيهُ على العشاقِ مأمونةَ الحِمى

بها المجدُ محفورٌ على كلِ ساعدٍ
وفي خاطرِ المشتاقِ عشقٌ لها نمى

فإن جئتها تلقى من الناسِ طيبةً
تظنَّ بأنَّ الطيبَ فيها تتمما

لهم أنفسٌ تلقاك بالحبِ والإخا
وتلقاك بالترحابِ نهجاً ومنتمى

وتلقاك بالأزهارِ إن جئت زائراً
وتسقيك من ماءٍ زلالٍ على الظما

وفيها اخضرارُ الأرضِ في كلِ موسمٍ
وأوديةٌ تبقى مدى العام منجما

فتُروى بها الأكبادُ من قبل زهرِها
ويلبسُ منها العودُ وشياً منمنما

فلستَ ترى الا ربيعاً معطّراً
على أنفس العشاق حلَّ وخيّما

وفي الغيم تذكارٌ إذا كان حائماً
وفي لَمَعات البرقِ تستأنسُ السما

وتطربُ من صوتِ الرعودِ نسائمُ
يفوحُ بها الرّيحانُ والفلُّ كتَّما

فإن شئتَ للنفسِ الطروبِ بشاشةً
فشرِّقْ لأرضِ الميرِ وانعَمْ تَنَعُّما

فيالها من أرضٍ بها الخيرُ دائمٌ
فقد خصها الرحمنُ بالخيرِ دائما

ترى صفحاتِ المجدِ في كلِ ساحةٍ
وقد خطّها التاريخُ خطاً محكّما

فكلُ مليكٍ خطَّ للمجدِ صفحةً
وكلُ مليكٍ حطَّ للمجدِ سلَّما

وهذا مليكُ العُرْبِ قد شيّدَ البنا
وأرسى لها في ساحةِ الفكرِ مغنما

فأنت إمامُ المسلمين وحاكمٌ
ولا نرتضي عنكم إماماً وحاكما

وهذا وليُ العهدِ مالانَ عزمُهُ
ولا زالَ للأبطالِ رمزاً ومعْلَمَا

وألسنةُ الداعينَ قد زان نغمُها
إلى اللهِ ترجو خيرَهُ أنْ يُعمّمَا

فياربِ فاحفظها وسدد مليكها
وسدد ولي العهد ماغيثُها همى

وصُن ديننا واحفظ مع الدين أمننا
وصلِ على من كان بالدينِ خاتما

مما لاشك فيه بأن العسكرية لها دور في بناء شخصية الرجل فهل تأثرتم شعرياً بذلك؟ أي هل أثرت العسكرية في شاعرية حسين العاطفي ؟

العسكرية إن تأثرت بها فالأفضل فهي الرجولة والشرف والدفاع عن الأرض والعرض، فلاشك اكسبتني حب كبير لتقديم ما لدي للدين والمليك والوطن فكل منتسب لهذا السلك حتما يشعر بالفخر .

النقد سبيل للتصحيح ويصب في بوتقة الشاعر غالباً وإن قسى : فهل ترى أن بين الناقد والشاعر تعاونا كبيراً في إيصال الفكرة أو أن الناقد قد يجور كثيراً فيحرف الهدف ؟

النقد بحد ذاته شيئ جميل ومطلوب ومهم وتقبله من الطرف الآخر أعني بذلك أن الشاعر والكاتب وغيره يعتبر نضوج فكري ولكن لا يحرف عن مساره من قبل شخص الناقد لأهداف شخصية ، أما النقد فلابد أن يكون موجود ولكن من قبل من يستحق أن يقال له ناقد .

أريد منكم قصيدة عاطفية تشابه الإسم إن وجدت سواء من الفصيح أو الشعبي ؟

قصيدة بعنوان : ريشة رسام

تناغم الصمت في واحاتك الخضرِ
وانساب شهدُ القوافي من ربى صدري

وانسلَّ مني يراعُ الصمتِ منجرداً
يخطُّ في صفحةِ الإحساسِِ من حبري

أرقُّ منها  إذا ما غيمةٌ سكبت
عذبَ المعاني فزانت صفحةُ الدَّهرِ

تخلل البدرُ بالأنوار شاجنها
فطرَّزت ثوبها بالنُّورِ والسِّحْرِ

وأنت في روضها بدرٌ تزينها
شتان مابين هذا الوجه والصخرِ

فالصمت فيها يزيد النفس ذائقةً
ويقطرُ البوحُ منها أعذبَ الشعرِ

فطالما الصمتُ محضوضاً بطلّتكم
فثق بأني بما هامستهُ أدري

وروعةُ البوحِ حين النفس تسمعها
أنغام قيثارةِ الإحساس والفكرِ

يامنتهى من له حسٌ يقيدهُ
إما بكَ أو فلا يرضاه من عذرِ

فهات منك الرضى والثم مودّتنا
فأنت كلُّ الأماني داخلي تسري

وأخرى يقول فيها :

أحَدُّ من السهـــام لحاظُ عـينٍ
أصابتنــي ولــم ترمِ السهـــاما

فقلت لذي اللحاظ قتلت نفساً
ألست تخاف ـ ياهذا ـ الحراما

ولم تنطـــقْ لســانُك مـن كلامٍ
وأنَّ العينَ قــد صـــاغت كلاما

فقـال ومـــا أرى بكَ من جراحٍ
ولستُ أرى الدماء ولا الحساما

فقلــت سأشتكيـــك اذا التقينا
وتعــرف حين القــاكَ الخصاما

سأبدي ما كننتُ عليك دهـــــراً
ولا زلــــتُ أكنّْ لكَ الغــــــرامــا

اراك ولا ارى في الناس شخصاً
يثيـــر بهـــذه النفس اهتمـــاما

الشعر شعور ينبثق من أحاسيس الشاعر وتجده أقرب لنفس القارئ وأقصد الشعر الواضح فما رأيك كشاعر في الشعر الذي يميل للإيحاء ومغرق بالرمزية ؟

الشاعر كلما كان أقرب للقارئ كان وصوله أسهل واسلسل، وهذا مايتميز به شعراء محافظتنا ولله الحمد .

لو سألت شاعرنا الكريم عن الكم فمن أي الشعراء تعد نفسك ( المقلين أم المكثرين )؟

من المقلين

هل سبق لك أن طبعت ديواناً وإن كان الإجابة بـ لا فهل تفكر في ذلك ؟

طبعا لا والتفكير كان قبل التواصل الاجتماعي فأصبح الكل معروض على الساحة وبأسرع وقت ولكن ان كان للاحتفاظ فقد يكون لنا ذلك مستقبلا .

سؤال عارض : أرجو ان تعرف لنا من هو حسين العاطفي الإنسان ؟

هذا سؤال كبير ومايصدر إلا من إنسان كبير يعي معناه إن أراد الإنسان أن يعرف نفسه فعليه أن يختلي بنفسه ويغلق الباب عليه ويصارح نفسه ، من انا ومادوري في الحياة ودوري أمام أبنائي وأهلي ومجتمعي وكل من له حق ، وفي النهاية ليعرف كل شخص أنه إنسان ضعيف فلا يأخذه الغرور بنفسه وعلمه والحديث عن الذات يطول .

وأنا إنسان بسيط وارجوا ان أكون خفيفا دائما وكذلك أخاً للجميع فمن أرادني والله والله سيجدني أسهل مما يتصور ولله الحمد . 

من خلال برامج التواصل والتي من فوائدها أن تشرفنا بمعرفتك ..فماذا استفاد شاعرنا منها عامةً ومن ملتقى دهوان وخلب خاصة ؟

بفضل الله عز وجل كان لها دور كبير ، في الاستفادة وأعظم فائدة أن نلتقي بهذه الوجيه الغالية المشرقة والتي اعطتني جزءً من وقتها لتستمع لي وكذلك معرفة الشعراء من المحافظة وخارجها ، وبالنسبة لملتقى دهوان وخلب فهو أول ملتقى انجذب إليه واستفدت من الإنضمام إليه كل فائدة فأسأل الله أن يمد بالصحة والعافية على القائمين عليه وجميع المنتسبين إليه .

أسئلة الجمهور :

السؤال الأول : والسؤال الثاني  : والسؤال الثالث : الأستاذ أحمد موسى مجرشي  .

أخذت مسألة الفكر والأدب والثقافة في الآونة الأخيرة حيزًا مهما وكبيراً من اهتمامات النخبة الثقافية والفكرية في كثير من المحافظات ولعل هذا يأتي من حجم وأهمية الدور المناط بالفكر والأدب .

السؤال الأول :

ماذا يحتاجة الشاعر والكاتب المثقف في محافظة الحرث لإخراج المجتمع من حالة الجمود والركود ومعالجة الفكر الثقافي من خلال عدة تناولات لكتاب وباحثين ومفكرين لهم اهتماماتهم واطلاعاتهم حول هذه المسألة والظهور أمام الجمهور ؟

يحتاج المثقف والشاعر الثقة بالله ثم بنفسه وأن يتناول المواضيع المطروحة على الساحة بكل مصداقية وأمانة والحمدلله هذا ملموس عند معظمهم ولاشك أن المواضيع كثيرة ولكن يظل المثقف هو الإنسان الأقرب للمجتمع لتوصيل الفكرة .

السؤال الثاني

كثيراً ما نرى البعض من الشعراء عنكبوتيًا أكثر منه واقعيًا هل لشاعرنا حضوره في الفاعليات والأنشطة الميدانية مثل زخم الحضور الإفتراضي ؟

أشكر الأستاذ أحمد على أسئلته الجميلة وانا واحد ممن أنتم تعرفونهم فتستطيعون أن تطلقوا عليه هذي الصفة أو تنفوها طبعا لايخفى اليوم من يتحرك في الساحات من المقل .

السؤال الثالث :

متى تصدم المجرات بمجموعتك الشمسية ؟

دائما تعترض مجموعة الانسان مجرات كثيرة فمنها مانسايرها ومنها مانفتح لها الدرب لتعبر بسلام

السؤال الرابع : الأستاذ علي حسين دريبي .

هل للشعر الشعبي الحارثي نصيب مما تخطه يدك وتجود به قريحتك شاعرنا الكريم ؟

نعم لي فيه نصيب والحمدلله . 

السؤال الخامس : الشاعر شاهر الحربي .

نسمع منك أجمل القصائد و قد استمتعنا بكل ما سمعنا ولكنا لم نتواصل مع الجوانب الأخرى من مواهبك نحب أن نرى رسمك ومخطوطاتك ؟ 

الأخ شاهر شاعر ومثقف ونبيل وسؤاله جميل واوعدك بأن أوفيك حقك بعد ما أتمكن من ذلك ويسعدني اللقاء بك . وهذه بضعاً من أعمالي المتواضعة منذو القدم  . 

السؤال السادس : الشاعر محمد غبيش قوس

ما هي العوامل التي تجذب القارئ للنص الشعري وتجعله يتلذذ بالنص حتى الثمالة؟

من العوامل الحقيقية بالنسبة لي هي تأثري ببعض القصائد التي أحس في نفسي أني لابد اكتب كجماله وكذلك المواقف التي تمر بالإنسان .

في نهاية هذا اللقاء :

لايسعنا إلا أن قدم عظيم شكرنا لضيفنا الكريم الشاعر ” حسين العاطفي ” كفاء تلبيته دعوة مجلس دهوان وخلب الأدبي و للإجابة عن تساؤلاتنا و على إتاحة هذه الفرصة لمجلس دهوان وخلب الأدبي , ولجمهوره ومحبيه , كما نقدم شكرنا لمقدم الحوار الشاعر عبدالله الأمير ومعقب الحوار الإعلامي محمد أبو القاسم هزازي على إدارتهم بحنكه فائقة لهذا الحوار ، وأخيراً وليس أخراً ، نرجوا أن نكون قد وفقنا في تسليط الضوء على جزء يسير من سيرة ضيفنا الكريم , ونشكر كل من ساهم في إنجاح هذا اللقاء المتميز ضمن سلسلة لقاءات هذا المجلس الأدبي .

 

           ” والحمد لله رب العالمين”.

 

 

مقالات ذات صلة

إغلاق