المقالات
من ذاكرتي الرمضانية
بقلم الكاتب : ضيف الله مهدي
الإستعداد للعيد عند النساء زمان يكون الإستعداد للعيد بغسيل الملابس التي تم تجهيزها للعيد ، حيث النساء والرجاء قد يتعبدون في بعض الملابس عيد وعيدين وثلاثة ، وذلك لظروف الناس في تلك السنوات .. فالبعض لا يجد ما يشتري به ملابس جديدة .
ومما يفعله النساء في تلك السنوات استعداد للعيد :
١- الشاذر : وناس ينطقونها بالضاد فيقولون الشاضر .. ذات مساء كنت والكثير في الفيس بوك نتكلم حول الشاذر ، وعرفت الحطم أنا هو نوع حجري حسبما كنت أعرفه زمان وكنت أكسره مساعدة لأمي .. إلا أن الشيخ الفاضل الأستاذ ( خليل أبو حوزة ) تدخل وقال : ” هو ليس حجرا ، بل يتحجر بعد حرقه ، في الأصل هو نبات الحمض الموجود بكثرة على السواحل ، تؤخذ منه كميات هائلة ، تخرص اوراقه الصغيرة ، ويعبأ في أكياس ، تساعد النساء في طحنه حتى يصبح عجينة ولايضاف له الماء ، يقطع إلى مثلثات كبيرة ، يترك للشمس حتى يجف ماؤه ، ثم توقد لها محريقة كمحريقة أهل الأواني الفخارية . ثم تسقط تلك القطع ” شكرا للشيخ خليل على التوضيح ..
بعد أن تتحنى الحرمة وبناتها ويظل في أيديهن وأرجلهن يومان ، تبدأ عملية الشاذر ، حيث تحضر المرأة مادة ( الحطم ) بضم الحاء وتسكين الطاء ، ويتم طحنها طحنا دقيقا على المطحنة ( المسحقة ) ثم تضاف إليها مادة حجرية بيضاء مثل قوالب السكر تسمى ( الشب ) بعد طحنها طحنا دقيقا على المسحقة ويتم خلطها مع بعض جيدا بواسطة السليط ( زيت السمسم ) ثم توضع على الرجل من الأصابع حتى العرقوب بخط مستوي أو كالجبال حيث ترتفع عند منتصف القدم وتعبأ الأصابع والأظافر بشكل جيد وتنتظر من نصف ساعة إلى ساعة وتبعده وتغسل قدمها فتظهر بلون أسود لون الحطم والشب ، حيث الشب ـ وهو حراق قد يسبب حروق في القدم إذا زادت الكمية ـ مثبت للألوان فيثبت اللون الأسود ( لون الحطم ) على اللون الأحمر ( لون الحناء ) فيظهر قدم المرأة بشكل جميل جدا ، وكذلك يديها ، إذا حنت الكف جميعه وإن اكتفت بخطوط على الأصابع موصلة بدائرة في راحة الكف يعطينا لون أسود ولون بقية الأصابع وراحة الكف مشبعة أطراف الأصابع والأظافر وتكون بشكل دائري .. ويبقى اللون لا يزول تقريبا شهر أو أقل بقليل .
٢- دق الحسن وفهر الظفر : الحسن مادة حجرية مثل الكحل تقريبا يتم طحنه على المسحقة والبعض في الملكد ( النجر ) وعندما يتم طحنه طحنا دقيقا يتحول إلى اللون الأحمر القاني . أما الظفر فيجلب من البحر دائري أو بيضاوي الشكل يميل لونه إلى لون الزنجبيل يتم حرقه أو شهفته في المشهف أو علبة على النار الهادئة ثم يتم طحنه على المسحقة أو في النجر حتى يكون دقيقا مثل الزنجبيل المطحون .
٣- العضية والمكعس : العضية فرد الشعر وإشباعه بالطيب الأبيض ( اللباب ) أو الزر ( القرنفل ) ويكون الطيب أبيضا باردا والزر بني غامق حار حراق ويتم إشباع الشعر بالطيب والزر أو أحدهما ويتم عمل الشعر من الخلف ويسموها ( الواحد دلال ) ويكون من الأمام كذلك ويفرق الرأس من المنتصف .. ثم تركب العاضية للمعضية المكعس وهو مجموعة من الكاذي والمخضارة والبعيثران والشيح والواله والشار والفل والريحان ، بحيث الدلال الخلفي اليمين مع الدلال الأمامي اليمين والشمال الخلفي مع الشمال الخلفي ، وإن تم عمل دلالين فقط خلفية تربط بطفي صغير جدا أو تعمل له مشابك أو تلف بخرقة تسمى ( المصر ) بشكل مستطيل ثم يركب على الرأس والرقبة من الخلف ، ويربط بخيوط وينثر الظفر والحسن على مفرق الرأس ومقدمة الرأس فتظهر المرأة بمظهر جميل وروائح زكية تشل العقل وتبقى العضية والمكعس والحسن والظفر مدة أيام العيد ، وكذلك في مناسبات الأعراس والختان ، وطبعا إمرأة بهذا الجمال .
تهتم الأمهات بأولادهن كثيرا عندما يأتي العيد ، فتقوم بعمل الحناء للأولاد ، والحناء والشاذر والعضية والمكعس للبنات ، وما ترى طفل أو شاب إلا وهو محنى ولابس جديد حتى لو كان مغسول المهم في غاية النظافة والأناقة . ولا يعتبر الحناء عيبا وهو ليس عيبا .. إنما في الوقت الحاضر لم أرى أي أحد محنى إلا قلة من كبار السن ، حتى أنا يمكن أكثر من 30 سنة ما تحنيت لعيد .
الكبار من الرجال يطيبون رؤوسهم ويفرقونها بالنص ، البعض من الشباب وهم أصحاب الجهوف جمع ( جهف ) بكسر الجيم وتسكين الهاء ، وهو الشعر الكثيف الذي يتم فرقه بالنص .. يقومون بفرق الشعر وعمل طيب له بمساعدة أمهاتهم ثم يوضع عليه سير مرصص ، وهو عبارة عن جلد عليه قطع صغيرة من الرصاص يوضع على الرأس ـ من منتصف الجبهة وبعضهم يرفعه أعلى الجبهة بثلاث بنان أو أربع ـ لمسكه وعدم تبعثره ويوضع في السير حسن الذي قد حدثتكم عنه .. ويوضع تحت السير ( خطر ) بكسر الخاء وتسكين الطاء وهو رزمة من البعيثران والشيح والواله والسكب والمخضارة . البعض لا يحب السير أو يكون شعره قليل ، فيعمل له ( عصابة ) بضم العين وفتح الصاد والباء ، وهي شكل دائري مثل العقال يتكون من الشيح والبعيثران والمخضارة والسكب وغيرها من العطريات .