المقالات

مات الشجاع أبوخليل

✍?سالم جيلان أبويزيد
**************

“أبو خليل” هذه كنية المرحوم “إبراهيم شويهي” منذ أن كان شابًا يافعًا حسب المتداول في حارتنا وبعد زواجه رزقه الله أبناءً وبناتًا فكان أولهم “خليل”… عندما كنا صغارًا استمتعنا كثيرًا بتلك الأحاديث الشيقة عن المسيرة الرياضية في ملاعب كرة القدم لأبي خليل إبراهيم شويهي وتأسيسه لفريق “العروج” والتحديات التي تجمع بين الشجاعة والطُرفة وكل من يتحدث عن تلك الأيام في أي زمان ومكان يجعلنا نتعايش مع تلك الحكايات فطالما بطل الحكاية “أبو خليل” فالضحكات تكون من القلب لأن المحتوى يبعث البهجة في النفوس.

الجانب الاجتماعي لهذا الرجل رحمه الله كذلك يفوق الجانب الرياضي فلقد كان متواصلًا مع أهالي الحي والجيران والزملاء وكل مشاركة مجتمعية له فيها حضور وتواجد.. حدث لي موقف لن أنساه عندما اقترحنا إقامة إفطار جماعي لأول مرة في حارتنا منذ سنوات ولم يعلم “أبو خليل” بهذا التجمع إلا بعد انتهاء الإفطار حين عاتبه البعض لعدم حضوره!!! فسأل عن صاحب الفكرة وأخبروه بأنها فكرتي … فبلغني عتابه وأرسل لي شديد العتب مع شقيقي الأكبر “أحمد” وعلى الفور اتجهت لمنزله واعتذرت له لعدم إبلاغه ومن حُسن الحظ بأننا في ذلك العام قد اتفقنا مع الشباب المتطوعين في هذا الإفطار على أن يكون لثلاث مرات في رمضان أيام ١٠ و ٢٠ و ٢٩… فقلت له أنت ستكون معنا في الإفطار القادم فقبل رحمه الله اعتذاري وتكفل بذبيحة كاملة تصدرت المشهد في الإفطار واستمر أول الحاضرين في كل عام لأننا جميعًا حرصنا بعد ذلك في كل عام على إبلاغه بموعد الإفطار الجماعي قبل الجميع وكان يجلس بعد صلاة المغرب في نفس موقع الإفطار داخل حوش موسى قديمي زكري ويحكي لنا العديد من حكاياتهم داخل وخارج الحارة في كرة القدم وحياتهم بشكلٍ عام فتكون الجلسة مليئة بالضحك والمتعة في وجود عدد من أقرانه في تلك السنوات أمثال أيوب، عبدالله طويل، يحيى إبراهيم صليلي، أحمد قديمي -رحمه الله تعالى-، مهدي سعيد، أحمد زرير، موسى قديمي زكري.

بساطة هذا الرجل وتلقائيته المعهودة جعلت الجميع يحبه ويمازحه ويقترب منه وموته قبل فجر الجمعة ١٥ رمضان ١٤٤١هـ كان فاجعة للجميع بنوبة قلبية.

رحم الله “إبراهيم شويهي” وتغمده بواسع مغفرته وألهم أسرته وعائلته كافة وحارة العروج قاطبة الصبر والسلوان.??

شاهدت في المقبرة رجالًا تجاوزوا الخمسين عامًا ومنهم من بلغ الستين من عمره من أقران “أبوخليل” رحمه الله وبعد دفنه ولكنهم لم يستطيعوا حبس دموعهم وأجهشوا بالبكاء فهم قد فقدوا صديقًا كان يملأ أجواءهم فرحًا وبهجة بقفشاته ومزحه بروحٍ مرحة ونفسٍ نقية… لقد بكى لفراقه أصدقاؤه مثل بكاءِ أبنائه الذين فقدوا والدهم فلا لوم عليهم وقد ودعوه لمثواه الأخير… رحمك الله يا إبراهيم شويهي.

مقالات ذات صلة

إغلاق