المقالات
أخر الأخبار

نيسان … و معشوقة الغيم والمطرٍ  

 

بقلم الكاتب : محمد أبو القاسم هزازي  

عندما يهل نيسان بأجوائه العبقة الندية ،على معشوقة الغيم والمطرٍ محافظة الحُرَّث ، تتنسم الكائنات عبير شذاه الفواح وتغتسل بأريج زهره وفُرْجة الأرواح ، فيسري الشعور بأن كل شيء، في هذا الوجود ينتشي ، يزدهي ، يتخضل، و يفتح مساماته للارتواء  و يستبدل الاتراح بالبهجة والأفراح  . 

عناصر الطبيعة تطالها التغيير لترتدي أثواب الزينة والجمال، وتبارح اسمال التقحل والاصفرار ، لكأنما الأرض ،بشعابها بسهولها وجبالها والوديان تسلخ جلدها المغبر، بسبب موسم الجفاف الجديب ، لتتزيا برونق ثوبها المنور القشيب ، تنبعث رائحة الأرض المضمخة بأشذاء الرياحين ، المتضوعة بضوع الأقاحي والنرجس والياسمين ، يبدأ موسم التبرعم والإزهار وموسم الغيث والأمطار ، وما أن تستهل الأرض وتستهل الكائنات مقدم الضيف الحبيب تستحيل قبة السماء بآفاقها الرحبة الفسيحة إلى بهو تطرزه السحب العابرة للفضاء ، ذاهبة وآيبة ، تلتمع السماء بالبروق ، مشبكة ألوان اللازرد بالبنفسج والإزرقاق . 

ويبدأ صوت هزيم الرعد يعزف ألحانه الحميمة لكأنما يقرع خصلات السحب المتناثرة لتزخ قطرات وامزان الغيث المدرار، تهفهف النسمات ،وتتمايس الأغصان ،وتتفتح الورود والازهار ، مع انفتاح عيون السماء كشذروان ، فتعزف الألحان بنشيج المزاريب ، وتوالي الانهمار ، ورويدا رويدا يأخذ الشحوب والتقحل ، با لمغادرة ولانسحاب ، ليحل محله الخصب والإخضرار ، تستحيل الهضاب،والتلال  رحاب مفروشة بالسندس الموشى بلون التورد معلنة عن بدء موسم الخير وا لنماء . 

عدسة الأستاذ : علي بن أحمد أبو عقيلة 

عدسة الأستاذ : غازي بن عبده أبو عقيلة 

مقالات ذات صلة

إغلاق