المقالات

رحلة مع ذاكرتي الرمضانية

بقلم الكاتب : ضيف الله مهدي

البارحة وأنا أنتظر أولادي لكي نصلي العشاء والتراويح في بيتنا ، وأنا أضع السجادات سافرت بي ذاكرتي سفرًا طويلًا حتى التسعينات الهجرية وبالتحديد عام ١٣٩٥هـ ، فرأيت تلك الأيام وهي في مكان بالذاكرة لم تفتح من مدة طويلة ، فتعالوا أروي لكم ما تم فتحه منها .

أولا – المسجد وأخص مسجد حارتي التي نشأت فيها ( مسجد العبادي ) ففي بداياته التي عاصرتها كان مبنيا من الجريد والمظ ، ومغشي بالحشيش أو القش وأظن اسمها الثمام ، وهي نبتة برية تنبت من نفسها عند سقوط الأمطار وكان بها يتم غشو ( تغطية ) الفراغات التي بين الجريد ( أخشاب الأراك المجففة ) والمظ من الخارج .. فكان مسجدنا هكذا ، ومن الداخل حصيرة بطول ثلاثة متر تقريبا وخمس مصلات تقريبا أو زيادة .. في الظهر والعصر وأيام الشتاء تكون الصلاة داخل المسجد ، وفي أيام الصيف نصلي المغرب والعشاء والفجر برى ، يعني في ساحة أو فناء المسجد . حيث يتم سحب الفرشة والمصلات للخارج .. طبعا كل المصلات والفرشة مصنوعة من الطفي ( الموابر ) يصنعنها النساء .. والمصلة أطول وأعرض من السجادة الحالية ويكون عرضها حوالي سبعة أو تسعة أشبار بشبر الرجل الكبير ( الشبر ) كف الرجل مفرقة الأصابع .

ثانيا – بعد الطفرة المالية التي حدثت مع أواخر عام 1396هجرية وتحول الكثير من بيوت أهل المنطقة وخاصة بعدما منح البنك العقاري قروضا للمواطنين تم إستبدال العشش ببيوت مبنية من البلك والحجارة والخرسانة ، ومعها تحولت كذلك المساجد من القش والجريد إلى البلك والحجارة وتحول مسجدنا كذلك من القش والجريد إلى البلك والحجارة .
ثالثا – بعدما وصل التيار الكهربائي لمعظم المنازل في محافظة بيش أواخر عام 1399هجرية ، وصلت الكهرباء لكل المساجد ، وهنا وصلت الكهرباء لمسجدنا وتم بناء مسجدنا بناء حديثا وكان عبارة عن غرفتين حيث تم بناء الفناء وإلحاقه بالمسجد فكان عبارة عن غرفتين متساويتين وبها الكهرباء وأجهزة التكييف واستمرت الصلاة على طول في الداخل وتم تغيير الحصير والمصلات بالسجادات والفرشات الحديثة وتم تركيب مكبرات الصوت . وكل هذه المساحة كانت تقع في الجنوب الغربي من أرضية ومنزل الوالد موسي بن علي عبادي يرحمه الله .
رابعا – بدأ الوالد جبريل بن علي عبادي يبني المسجد الحالي في عام 1409 هجرية إن لم تخن الذاكرة بناء حديثا رائعا كبقية المساجد الحديثة في المملكة وله مئذنة ومن الداخل بالرخام وبعض أجزائه من الخارج وما يزال حتى الآن .. في أرضه الواقعة جنوب المسجد الأول .

المؤذنون لهذا المسجد منذ أن وعيت وعرفتهم هم الوالد موسى بن علي عبادي والوالد جبريل بن علي عبادي والوالد حمود طرشي يرحمهم الله تعالى وكانوا محتسبين .. ثم الوالد محمد بن علي وشيلي .. والإمام الذي استمر أكثر من خمسين سنة هو الوالد محمد بن علي مطاري يرحمه الله وكان محتسبا .. وممن صلى إماما بهذا المسجد في سنوات ماضية في غياب الإمام أو معاونا له في ليالي رمضان ، هم : الشيخ حمد علي خيرات يرحمه الله والأستاذ الشيخ علي بن حسين شماخي هذان في التسعينات الهجرية .. ثم الشيخ موسى بن علي وشيلي يرحمه الله بعد ذلك ، وبعد وفاة الشيخ محمد بن علي مطاري يرحمه الله كان الإمام الأستاذ محمد جبريل عبادي ثم الأستاذ عبد العزيز موسى وشيلي .

ومن رجال هذا المسجد الذين كانوا أعمدة له ولا يتغيبون ويشكلون جماعته ، هم : الوالد يحيى بن حسن الطير يرحمه الله ، وعمي حسن بن محسن مهدي والوالد حسين بن علي عبادي يرحمه الله والوالد إبراهيم بن يوسف شيبة يرحمه الله ، الوالد رشيد بن علي مطاري يرحمه الله ، الوالد إمحمد بن علي مطاري يرحمه ، جدي علي بن رشيد مهدي يرحمه الله .. والوالد بحيص رشيد مطاري ، وأخوه مغبش رشيد مطاري ، ومغبش مطاري أبو طارق يرحمه الله ، والأستاذ موسى جبريل عبادي والوالد ناجي الجيزاني يرحمه الله والوالد محمد يحيى الجيزاني يرحمه الله ، والأستاذ أحمد مطاري والأستاذ عيسى جِبْرِيل عبادي وحسن أبكر ياجزي يرحمه الله وإبراهيم ويحيى وعيسى ومحمد وحسن أبناء موسى عبادي يرحمه الله والوالد جبران جوحان يرحمه الله والوالد مشعوي جبران جوحان يرحمه الله ، والوالد حمود طرشي يرحمه الله ، والوالد إبراهيم سويد يرحمه الله والوالد حسن بن عيسى محسني يرحمه الله والوالد عبد الله وشيلي يرحمه الله والوالد علي بن محمد وشيلي يرحمه الله وأبناؤه موسى ومحمد وحسن وأحمد وعبد الله ، وخضر طرشي يرحمه الله وأبوي محمد حسين مهدي يرحمه الله والوالد موسى يحيى مليحي يرحمه الله ودكام جبران جوحان يرحمه الله ، ومحمد القناعي .. وإبراهيم يحيى الطير والأستاذ محمد يحيى الطير والحسين وأحمد يحيى الطير والأستاذ أحمد مطاري وعلي مطاري وموسى مصبح ومحمد مصبح يرحمه الله والعميد علي عبادي والرائد محمد أبو هادي يرحمه الله وأنا وأخوي حسين يرحمه الله وأحمد .. ومحمد مطوع ويحيى مطوع ومطاعن وعلي مطوع وحسن يحيى الطير .. وعلي شامي دوح ومحمد رشيد مهدي ويحيى رشيد مهدي ورشيد علي مهدي وأبناء العبادي وأبناء خضر طرشي وأبناء الوشيلي وغيرهم ممن لا أحفظ أسماؤهم ، وأقصد جاؤوا بعدي وقد انتقلت من ذلك الحي إلى المكان الذي أسكن فيه حاليا .

بعد صلاة العشاء والتراويح والتي تستمر وقت وليس كتراويح اليوم كلها نصف ساعة .. خاصة في التسعينات الهجرية حيث يحفرون حفرة ويركزون فيها عود أراك ويعلقون به الفانوس ويقرأ من المصحف ( الختمة ) كما كنا نسميها .. ويروح ليل ويجي ليل ونحن نصلي .. بعد التراويح والشفع والوتر يخرج كتاب ويقرأ فيه والناس متحلقين يستمعون ويقرأ أحاديث عن رمضان وفضله وقصص في هذا الشأن .. ويأتي جيران المسجد بالشاي والبسكويت وفي ليالي التهجد يأتون ببعض الحواسي المرشوشة والمعممة والملحكمة باللحم والمياه .. جاء أولادي للصلاة وما ودي أنتهي من ذكرياتي .

مقالات ذات صلة

إغلاق