المقالات

كورونا ليست من جند الله

بقلم الكاتب : ضيف الله مهدي

قال تعالى : ( وما يعلم جنود ربك إلا هو )
فلا أحد يعلم ولا أحد يصنفها ، ومتى رأى الذين قالوا أن فايرس كورونا من جند الله ، جند الله حتى جزموا بذلك ؟! .
إن الله رحيم بعباده وحاشاه سبحانه أن ينزل جنوده ليقتلون كبار السن والأطفال والحوامل وأصحاب الأمراض المزمنة ، فغالب من قضى عليهم فايرس كورونا كبار السن والأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة .

كما أنه من الممكن أن يتم إكتشاف دواء ومضاد لهذا الفايرس ويقضي عليها ، وكأن الإنسان قضى على جند الله .. أنا وجدت أكثر الشيوخ هم يقولون كورونا جند من جنود الله وهذا غير صحيح ، بل وفرحين بذلك . ففي طاعون عمواس مات الكثير من الصحابة وفي مقدمتهم أبو عبيدة بن الجراح وابنا عم النبي عليه الصلاة والسلام الفضل وقثم ابنًا العباس بن عبد المطلب رضي الله عنهم والسهيل بن عمرو وابنه أبو جندل وشرحبيل بن حسنة وأبناء خالد بن الوليد وغيرهم كثير ، ولم يقل أحد من علماء ذلك العصر إن الطاعون جند من جند الله أنزله يفتك بالصحابة الكرام ويبيدهم .. وكذلك فايرس كورونا عطل المصالح والعبادات والطواف والسعي وهذا ليس من جند الله وجاء المرض نتيجة خطأ الإنسان سواء بأكله الخفاش أو بتصنيعه .. وحاشا الله أن ينتقم من البشرية جمعاء .
وبما أن هناك الكثير يزعمون أن كورونا من جند الله فكان ردي هذا . وبعضهم يتحجج بالعذاب الذي أنزله الله على الأقوام والأمم السابقة . طيب عندما أرسل الله على فرعون وقومه الجراد والدم والقمل والضفادع وغيرها ، فكان ذلك نتيجة دعوة لله سبحانه وتعالى من نبيه موسى ، قال تعالى : ( وَقَالَ مُوسَىٰ رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَن سَبِيلِكَ ۖ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (88) ، ودعاء الأنبياء مجاب ودعا موسى وأمن هارون فالناتج دعوة نبيين كريمين . وعندما أرسل الله الطوفان على من عصى نوح فكان نتيجة دعاء نوح استجابة من الله لدعوة نوح عليه الصلاة والسلام ، وحدث الطوفان .. والطوفان شمل أماكن تواجد القــوم العصاة وكانوا متواجدين في الجزيرة العربية بأكملها تقريبًا فهي التي غرقت ولم تغرق كل الأرض .. وكل ما حدث من خسف وصيحات وغيرها من العذاب نتيجة استجابة لدعوة نبي كريم ..
وهناك ما كان نصرًا لدين الله ونبيه وأتباعه كما وقع في غزوة الخندق وهناك من أرسله الله يثبت المجاهدين والمقاتلين كما حدث في بدر وحنين ..
وجنود الله لا نعلمهم ولا أحد يعلمهم بنص الآية .
والله سبحانه عادل ولا يظلم أحد من عباده سواء مؤمن أو كافر .. لذلك لما بني إسرائيل خرجوا من مصر مع موسى وعبروا البحر كانوا قد سرقوا ذهب ومجوهرات بيوت الفراعنة الذين يشتغلون عندهم وهذا ما أرتضاه الله لهم ولذلك كان عقابهم أنهم ضلوا وصنعوا العجل من الذهب وعبادته ..
كذلك أي مسلم سيرتكب محرما مع كافر لن يرضي الله .
فانتشار المرض نتيجة خطأ وفتك بالناس كلهم المسلم والكافر .. فلما أقول هذا من جند الله أفتري على الله بأنه أرسل جنده على خلقه الضعيف رجل طاعن في السن وطفل وإمرأة حامل .. وسلم الأقوياء والشبان وهذا ظلم منا أن نقول ذلك !
كما قلت ولو تم إكتشاف دواء وقضى على كورونا فكأنما نقول قضى الإنسان على جند الله .

مقالات ذات صلة

إغلاق