المقالات
أخر الأخبار

الحذر من أذى الناس وزلات اللسان

 

بقلم  : حمدآل يوسف العبدلي

 

عن أبي موسى الأشعري قال: قلنا يا رسول الله: أي الإسلام أفضل؟ قال: (من سلم المسلمون من لسانه ويده )ط.

وقفات مع هذا الحديث..

بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف قربة وعبادة يغفل عنها كثير من المسلمين، وهي عبادة كف الأذى عن الناس، فإن المسلم كما يؤجر على فعل الفرائض والطاعات، فإنه كذلك يؤجر على كف الأذى وصرف الشر عن الناس، لأن الإسلام جاء لكي يرفع الأذى والضرر والشر عن خلق الله، لكي يعيشوا في راحة وطمأنينة وأمان.

بل إن كف الشر والأذى في الإسلام يعدل الصدقة بالمال، قال أبو ذر: قلت: يا رسول الله، أرأيتَ إن ضَعُفتُ عن بعض العمل؟ قال: (تكُفُّ شركَ عن الناس، فإنها صدقة منك على نفسك).

إن الله عز وجل كما تعبدَنا بفعل الطاعات، تعبدنا أيضاً بترك إيذاء الناس والاعتداء عليهم، فبعض الناس يحْرِص على صلاته وصيامه وزكاته، ولكنه لا يبالي بإيذاء أهل بيته وإخوانه، وجيرانه وسائر الناس، ومثل هذا يخشى عليه من عذاب الله، قال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً ﴾،

الأذى باللسان…

وفي الحديث الذي صح عنه صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة قال: (قال رجل: يا رسول الله إن فلانةً تُذكَر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها، غيرَ أنها تُؤذي جيرانها بلسانها. قال: هي في النار…)، فهذا وعيد شديد لمن اعتاد على إيذاء الناس، وإن كان من أهل الصلاة والصيام والصدقة.

لنحذر احبابنا من زلات اللسان، وتتبع عثرات الناس واخطائهم، ونشر أمورهم التي ليس لنا حق فيها، ولنعلم اننا محاسبون على هذه الأفعال.

ولنجد لأنفسنا سبيلاً من التخلص من هذه الصفة التي تأكل حسناتنا ولاتزيدنا الاسيئات.

ونعلم اننا محاسبون على أدق تفاصيل حياتنا بأدق الموازين وهي الذرة، قال تعالى (ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره)

لنستقبل هذا الشهر الكريم بقلوب بيضاء نقيّة، ونية حسنة والسنة رطبة بذكر الله عز وجل..

ولنبقى في منازلنا هذه الأيام امتثالاً لأوامر ولاة ألأمر ولنكون وطن واحد بقلب واحد ونتبع  تعليمات الجهات المعنية وتنفيذكافة الأوامر بكل حب ولنحمد الله على مااعطانا من خير كثير.

وهي فرصة أن تجمع بين  الصيام، والقيام، وحفظ البصر، والاختلاء بالنفس مع كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم..

بقي ان نحفط ألسنتنا من اعراض الناس والحديث فيهم وعنهم لتكتمل لنا روح عبادة الصيام على الوجه المطلوب..

الكمال لوجه الله، ولكن لنجتهد من اليوم لفتح صفحة جديدة من صفحات الحياة، وندعوا الله ونتضرع اليه أن يكشف الغمة عن هذه الأمة، وان يحفظنا ويحفظ بلادنا بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية وولاة أمرنا، وجميع المسلمين من كل شر وبأس ومكروه.

اسأل الله العلي العظيم أن يغفر ذنوبنا ويتقبل منا ومنكم صالح الأعمال انه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيراً .

مقالات ذات صلة

إغلاق