المقالات
نجاحُ ” يزيد ” فرحتي الخاصة

***********
النجاح في المدرسة له طعم خاص، منذ أن عرفنا المدارس ولحظة الفرح تعني الكثير، فالمتعلم ينتظر بفارغ الصبر نتيجة اختباراته، ويترقب بلهفة استلام شهادته، فمهما بلغنا من العمر، وتقدمت بنا السنين، وغزانا الشيب، تبقى عالقةً في أذهاننا تلك الذكريات الرائعة، والآن نعيشها ونسعد بكافة تفاصيلها مع الأبناء ذكورًا وإناث.
كانت السعادة تغمرني، كلما جاء يوم استلام الشهادة، التهاني التي أتلقاها من والدي ووالدتي، وتهنئة الأقارب والجيران، والفرحة التي نتبادلها مع الزملاء، كل تلك اللحظات تتجدد ذكراها هذه الأيام.
هذا العام أعيش فرحة خاصة، وتتملكني سعادة غامرة، إذ أحتفي وأحتفل بتخرج نجلي ” يزيد ” من المرحلة الابتدائية، وانتقاله للمرحلة المتوسطة، يوم الخميس ٢٣ شعبان ١٤٤١هـ الموافق ١٦ أبريل ٢٠٢٠م يوم تأريخي، ينضم لكل الأيام الجميلة في حياتي، فالغالي فلذة كبدي “زيزو” يخطو خطوة كبيرة في مشواره التعليمي، حصد شهادة المرحلة الابتدائية، تجاوز مرحلة عمرية وتعليمية في آنٍ معًا، كيفية وآلية النجاح جاءت بطريقة مختلفة، بينما مشاعري كأب لا تخضع لمعايير ومقاييس تلك الكيفية، فالفخر والاعتزاز بنجاحه وتخرجه أثلج صدري، أثار مشاعري وهلَّت دموعي فرحًا، احتضنته بمجرد صدور الأمر، فالقرار من أعلى سلطة تعليمية، والتوجيهات من ولاة الأمر، والظروف المحيطة بسبب أزمة وباء كورونا، جعلت القرارات والإجراءات والاحترازات مختلفة، ومتوافقة مع الوضع الراهن… لذلك فرحتي بنجاح ولدي هي لحظة تفاؤل، بارقة أمل، مرحلة جديدة، تغيير للأفضل، عشت الفرحة داخل أروقة منزلي، ولمحت علامات البهجة والفرح في قسمات وجه ولدي، تجسدت الأمومة في تلك ” الكيكة” الرائعة التي صنعتها بعنايةٍ فائقة والدته، توسطنا غرفة المعيشة، افترشنا الأرض، اقتسمنا قطعات الكيك مع “يزيد” وإخوته، شعرنا بالفرح في إحدى الذكريات الخاصة، والتي سنتذكرها كثيرًا مع مرور الأيام بعون الله.
عشتُ ستَّ سنوات في انتظار هذه اللحظة، تابعت وراقبت ” يزيد” الذي عشق الدراسة، التزم بمقاعدها، منذ نعومة أظافره، فقد درس الروضة سنتين متتالية، الأولى مُستمعًا برغبة وهو في الرابعة من عمره، والثانية رسميًا عند بلوغه الخامسة، انتقل لابتدائية طارق بن زياد في الصف الأول، فكان من أوائل الناجحين وأكثر الطلاب نجاعة، الثاني ابتدائي اضطررت لنقله لمدرسة أُبي بن كعب، واستمر بها حتى وصل للصف الخامس، فكنت أستمتع بزيارة المدرسة، وأستمع لكلمات الشكر من معلميه، والثناء على سلوكه، والإشادة بمستواه، فيزداد الشعور بالسعادة، وأسعى جاهدًا ليستمر في التفوق وكسب ثقة كل معلم، وشاءت الأقدار والظروف أن يكون في الصف الخامس والسادس ضمن نخبة من طلابي، تابعته عن قرب، وأشرفت على أنشطته وسلوكياته، بفضل الله وتوفيقه كان طوال العامين نموذجًا رائعًا، لم يرتكب سلوكًا مشينًا، أو يقترف ذنبًا مُوجبًا للعقوبة، جعل كل الزملاء يُثنون عليه، ويمتدحون اجتهاده، ليغادر اليوم مدرستي كما جاء إليها في زهوٍ ونقاء، وسعادتي به علمًا وأدبًا لا حدود لها.
لمحة أخيرة
نجاح ” يزيد ” وتخرجه من المرحلة الابتدائية، صاحَبَهُ الهدوء، دون صخب، بلا احتفالات، يعيشُ فرحةً خاصة حاله حال ملايين الطلاب في أنحاء العالم، أقدار الله وحُكمه، وفرحته حاصلة مثله مثل زملائه في الصف، لعل الله أراد بهم وبنا جميعًا خيرًا مما نحن فيه…. ستأتي الأيام بلحظات أجمل وسعادة أكبر أيها الابن الغالي ” يزيد ” والمهم أن نفرح ونبتهج هذه الأيام بنجاحك وتخرجك يا بطل.
✍? سالم جيلان أبويزيد