المقالات
وداعًا ” أحمد ” أيها الإنسان
*************
قصة طويلة ، حكاية رجل ، رواية إنسانية ، ليس أسطورة بل بشر من لحمٍ ودم ، عاش إنسانًا بأخلاقه ، سطَّر أبدع القصص بين أقرانه ، له حكايات عظيمة يرويها كل من عرفه ، حياته مثل الروايات الأسطورية لكنها ؛ حقيقة لامسها وتعايش معها أقاربه وأصدقاؤه… ” أحمد علاالله ” عاش كالنسمة ينثر البسمة لدى من عرف ومن لم يعرف ، صاحبُ أثرٍ طيب أينما حلَّ وارتحل ، اعتاد عليه وتآلف معه كل من اقترب منه ، احترمه وشاهد ابتسامته كلُ بعيدٍ عنه ، مات ” أحمد ” نعم لقد مات فجأة ، رحل عن عالمنا دون مقدمات ، سبقه الكثيرون لدار القرار ، فلا مفر ولا فرار لكنه ؛ اختلف عنهم في مآثره ومناقبه الحِسان ، تعدد الواصفون لصفات “أحمد “، وتواتر الكاتبون لتسطير عبارات الرثاء بعد موته ، ردد الشعراء القصائد حُزنًا عند وفاته ، تبادل الأقارب والأحباب العزاء لفقده ، نعاه الشقيق الأكبر ، وبكاه شقيقه الأصغر ، محمد يكبره سنًا ويراه الأب والسند ، ماجد يصغره في العمر وعلاقتهما تتسم بالحنان ، وتتناغم بالأخوة التي غدت مثلًا.
عمر الإنسان مهما طال وامتد يبقى قصيرًا ؛ لأنه يموت وكأنه لم يكن يومًا في الوجود ، وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مايبقى للمسلم بعد موته ، يشهد به الناس فهم شهداء الله في الأرض ، العمل الصالح والجميل يذكرك به الناس حيًّا ، ويتذكرونك بتداوله ميتًا ، وكذلك كان ” أحمد علاالله ” ، فقد عاش لأكثر من ثلاثة عقود ينثر الإحسان ، يتناقل طيِّب الكلام ، يوافي الأصدقاء ، يزور المريض ،يواسي في الموتى ، لا يتعارك مع أحد ، لا يتناقض في الأقوال ، لا يُخاصم ولا يختصم ، لم نشهد له حضور فتنة ، ولم نعهد منه تناقل كذبة ، أهله وأقاربه يصفوه بالملاك ، زملاء الدراسة يحتفظون بعاطر ذكرياتهم معه ، معارفه وأصدقاؤه يحبوه ويُمجدوه ، عماله ومن تعاملوا معه لطالما أسعدهم قربه حتى أبكاهم فراقه …. ماذا فعلت وماكنت تعمل أيها ” الإنسان ” أحمد ؟!
غادرتنا نعم ، ودعناك بالحزن والدموع ، والقلوب قبل العيون تدمع ، لكننا فيما حصدته نرغب ، وفي حب الناس لك نغبِط ، ولما وصلت إليه نأمل ، ولبعض حِسانك نسعى ، إن لم يُسعفنا الوقت في حياتك ، فنسأل الله تعالى أن يوفقنا لتدارك مافات.
هنا أكتُبُ والله أُشهِد بأنني أرى في صفاتك نموذج ، ومآثرك التي تركتها تشهد ، وإن غبطتك على اجتماع شهداء الله على حبك ، فالله يعلم بأن نفسي تُحبك ، وعاهدت ربي أن أتعلم من سيرتك التي تركتها أيها ” الإنسان ” ، كنوز الأخلاق تتجسد في أمثالك من خلق الله ، وحياتك بجميع تفاصيلها التي عرفناها وسمعناها ، تستحق أن نقتدي بك في ممارستها قولًا وفعلًا ، لعل وعسى أن ننال بعض صفاتك ، ونحصد جوانب من حب الناس لك ، فمثلك لا خجل أو حياء إن تمنيت حياةً كحياته ، وإن دعوت ربي أن أجد أثرًا كأثره بعد موتي.
رحمك الله يا أحمد علاالله… وداعًا يا نموذج ” إنسان ” .
✍? سالم جيلان أبويزيد