الوطن الآن – جازان
حاوره : الشاعر محمد غبيش مجرشي (قوس) معقباً : الإعلامي محمد أبو القاسم هزازي إدارة اللقاء : الأستاذ يحيى مسعود حكمي مقدمة اللقاء : إلى سماء الدهشة سنحلق بكم وفي معارج الذهول سنصعد بكم لانملك إلا سحر الكلمة وعبق الحرف، و تجليات الذات ، ذكريات تنسكب على الأيام ، فتولد القصيدة، وحدها الشجون هي من ترمم روح الشعراء ، ووحده محمد التهامي هو من يعيدنا إلى فطرتنا بشاعريته الليلة كلنا سنصطف ذهولا لتؤمنا في محراب الحرف مرحبا ضيفنا الكريم وعذراً إن لم يسعفنا البيان في تقديمك . الشاعر محمد تهامي مجرشي مستهلاً حديثه في بداية اللقاء : أولاً أحب أن أشكر كلاً من الأستاذ محمد غبيش قوس والأستاذ محمد أبو القاسم والإدارة الموقرة على استضافتي هذه الليلة وأتمنى أن يظهر هذا اللقاء بما يليق بالأعضاء الكرام ، وأتمنى للجميع دوام الصحة والعافية وأن يرفع الله عنا هذا البلاء وتعود الحياة لطبيعتها . هناك متابع ومشاهد يتشوق لروايه سيرتك الذاتية، فهل لنا أن نتلذذ بتلك السيرة العطرة ؟ الأسم : محمد بن احمد بن تهامي مجرشي العمر : ٤٠ سنة الحالة الإجتماعية : متزوج ولدي ثلاث بنات الوظيفة : موظف في الشركة السعودية للصناعات الأساسية – سابك المؤهل التعليمي : الدورات التدريبة : له لعديدمن الأمسيات والمشاركات الأدبية في الصوالين الأدبية وكتب العديد من الأوبريتات المحاضرات : ألقى العديد من المحاضرات التوعوية في مجال السلامة المهنية ، بالإضافة إلى مبادرات توعوية تطوعية للمجتمع . الهوايات : الشعر ، القراءة أبا الحارث، حارس وادي كليب، محمد تهامي من أنت؟ كيف تعرف نفسك من خلال هذه الأسماء؟ إذا كانت هذه الألقاب جراء مراحل مررت بها؟ححدثنا عن تلك المراحل ؟ حارس وادي كليب لقب مستعار ارتبط هذا الأسم بمنتدى ضفاف دهوان تقريباً من تاريخ 2002 أو 2003 ولازمني هذا اللقب حتى الآن أبو الحارث كنية اخترتها لنفسي ، محمد تهامي اسمي . أبا الحارث البدايات الكل في شغف لمعرفة بداياتك وكيف تشكلت فيك روح الشعر ؟ لا شك أن لكل شاعر بداية بدأت في سن مبكرة بداية كلاسيكية خربشات سن المراهقة … ثم استسلمت لملاك الشعر . ماهي العوامل التي أثرت في مسيرتك الشعرية؟ سيما وأنت قد بدأت في باكورة من العمر ؟ البيئة المحبة للشعر فنحن أهل منطقة جازان بشكل عام إن لم تكن شاعراً فأنت محباً متذوقاً للشعر، زد على ذلك قراءات شعرية تاريخية أدبية . عندما يتملكك هاجس الشعر ويلقي الشعر بسطوته على ذاتك كيف تختار إتجاه القصيدة حينها ؟ هي حالة غريبة تتملك الشاعر ولكن غالباً غرض القصيدة هو من يفرض نفسه ، فأبدأ برسم سيناريو اتناول من خلاله الموضوع ثم تأتي الأبيات مسترسلة أحياناً لتخدم غرض القصيدة . لن يغفرلي جمهورك النهم فقد اطلت عليهم حد العطش قصيدة ارتواء تصالحني بها مع محبيك ؟ لكم حق علينا من واجبنا الإلتزام به بهذه المناسبة وأحب أن أقدم لكم قصيدة حصرية لم تنشر بل هي وليدة اليوم . قصيدة حصرية لمجلس دهوان وخلب الأدبي وليدة اليوم بعنوان ( ذكريات خلب) فله كل التحايا ¶™¶ .
للهِ يا خلبُ من فاتنٍ سلبا لُبَّ الفؤادِ ولم اسطع له طلبا ما ان رآني إليه مائلاً دنفاً حتى تناهى إلى الأستارِ واحتجبا كأن نوراً تجلى من محاسنه ولو توارى عن الأنظار ما غربا يا طيرُ غنّ على أهداب مقلته فكلُّ شيءٍ سوى اهدابه التهبا يا طيرُ غنّ فإني اليوم منتبذٌ محرابَ شعري أرجو فيه ما عَذُبا شذا العبيرِ الذي في إثر قافيتي حبرُ اليراعِ وطرس فيه قد كتبا شئٌ من الوجد مجتاح لقافلتي حتى تمطّى بصلب الحرف فانتصبا ما عدتُ أقوى لهذا البعدِ معذرةً اغالبُ الشوقَ حتى خلته غلبا من لي بوقفةٍ في الدارِ تأديةً أقضي بها حاجةَ في النفس محتسبا أقبّلُ الدارَ استجلي معالمها أبكي عليها لأقضي كل ما وجبا يا لهف روحي ودمعي لستُ امنعهُ من بحر عيني إلى الأوجان قد سربا هذا التنائي له في الروح تكلفة والذكريات تؤجج في الحشا لهبا اغريت نفسي بحب سواها فانتفضت والقلب غير هواها قطّ ما رغبا ياليت شعري هل الأقدار تجمعنا كيما نجددُ في اكنافها الأدبا ذكرتُ عهداً لنا في الميرِ ننشده يا أيها العهدُ إنا دونـكم غُـرَبا هناك صراع عاصف بين الشعر العمودي والقصيدة الحديثة التفعيلية؟ ترى لمن الغلبة ولماذا ؟ للإجابة على السؤال لابد أن أفصل قليلاً : قد أكون محسوباً على مدرسة الشعر العمودي لذلك شهادتي فيه مجروحة ، فهو الأصل الذي انبثق منه الشعر الحرّ ( التفعيلة ) كا تطور طبيعي فرضه من وجهة نظري تدهور المشهد الثقافي والأدبي للشعر في العصر الحديث ولكن ثمة مساحة كافية لأنصار الفريقين ، اما ما يعرف بشعر النثر فهو في نظري منظر مشوه مضطرب لا يرقى لمستوى الشعر مع احترامي لمحبي شعر النثر . من أقوال محمد التهامي شعر النثر منظر مشوه مضطرب لايرقى لمستوى الشعر ؟ نعم مع كامل إحترامِ لمتذوقيه فقرة أسئلة الجمهور : لازال لقاؤنا شيقا ماتعاً من خلال محاورة شاعرنا وضيفنا لهذه الليلة محمد التهامي مجرشي ، تبادلنا معهُ مسيرة الحرف والهيام وكيف بداء ومن أين أتى، وكان لقاءنا راقي كارقي حروفه حد الشجن وحد الوفاء . السؤال الأول : الشاعر عبدالله الأمير . أهلاً بالأديب الأريب الخلوق محمد التهامي مجرشي في ليلة استثنائية نتجاذب فيها أطراف الحديث معك ولعلها فرصة أن نصافحك من خلال هذا العالم الافتراضي ، سؤالي لك : لماذا لا تكتب الشعر الفصيح كثيراً مع أن لديك هذه الملكة وتمتلك الكثير من أدواته؟ أم أنك ترى أن جمهوره قليل؟ أذكر بدايتنا سوياً من خلال ضفاف دهوان جزاء الله الأخ محمد نوري خيراً الذي عرفنا بكم وأمسّي عليه من هذا المنبر ، بالنسبة للفصيح أكتبه ولكن ليس كما تفضلت لقلة جمهورة وإنما أفضل التنويع فهناك من يستهويه النبطي فلهم أيضاً حق التذوق ولكل نوع مييدان وجمهور . السؤال الثاني : علي حسين دريبي مجرشي . عرفناك من خلال مواقع تواصل الاجتماعي ومن قرب لماذا حتى الآن لم نسمع لك ديوان مسموع يحتوي على جميع أعمالك من القصائد النبطية أو الشعبية ؟.. وهل هناك توجه لذلك؟ للأسف اعترف مقصر في التدوين المسموع أو المقروء ولكن قصائدي ملك للجميع فمن شاء أن يسجل منها ما أراد فله ذلك مع كل الشكر . السؤال الثالث : ياسر مجثل مجرشي . متى اكتشفت أنك شاعر ؟ وكيف كان ذلك؟ وما هي أول أبيات كتبها ؟ بدأت في سن الـ 14 ربيعاً، و اكتشاف ملكة الشعر كان تلقائي بدون سابق إنذار وجدت نفسي اندفع للكتابة اندفاعاً ، وبخصوص سؤالك الأخير ما هي اول أبيات كتبتها فلا تحضرني حالياً . السؤال الرابع : الشاعر عبده هزازي . شاعرنا المبدع … هل يحق لنا أن نحلم بعمل جماعي منظم لتوثيق تراث الحرث الثقافي ومخزونها الشعري بكل أغراضه وفنونه ؟ نعم يحق لنا بل أجده واجب علينا ولا اخفيك سراً جرت عدة محاولات ومبادرات خجولة لم يكتب لها الإكتمال اتمنى يأتي دعم حقيقي من جهة رسمية ممثلة بأبناء الحرث يتبنون الفكرة ويضعون لها وسائل النجاح . السؤال الخامس : محسن الكعبي . نستمتع دائماً بقصائدك الجميلة التي دائماً نقرأها ونسمعها ولاكن شح في قصائد تروق للشباب، والتي نجدها عندك من أعذب القصائد ونجد أنك تتجنبها في بعض قصائدك ؟ ما زلت محباً متذوقاً و قلبُ نابض بالحيوية ولكن كما تفضلت أحاول اتجنب بعض القصائد القديمة لأني أجدها في مرحلة تمرّد شعري أحب أن أرخي عليها الستار . السؤال السادس : عبدالله يحيى قارش هزازي . للفصيح إعلام تناقلتهم لنا العصور من العصر الجاهلي لعصر صدر الإسلام لعصرنا الحالي اعطني اسم لشاعر اثرِ واثرى شاعريتك معاً ؟ لا يوجد شاعر وحيد فذلك اعتبره ارتهان ولكن مزيج من الشعراء من امرؤ القيس لعنترة في العصر الجاهلي ثم شعراء النقائض جرير والفرزدق والأخطل في العصر الأموي إلى المتنبي والبحتري وأبو العلاء المعري وأبو تمام في العصر العباسي إلى القسطلي والألبيري وابن خفاجة في الأندلسي إلى شوقي ونزار والجواهري في العصر الحديث فتجدني أبحث و اتذوق الجمال أين ما كان . السؤال السابع : أحمد مخنجف مجرشي . الشعر الشعبي… لمن الفضل بعد الله في تعلقك بهذا النوع من الشعر؟ بالنسبة للشعر الشعبي تعلقت به من مجالسة أجدادي رحمهم الله فكانوا من الحافظين للشعر القديم الحماسي ثم بعد ذلك صداقتي بشاعر الحرث العم علي مسيب حفظه الله والعم عبدالله مسيب . السؤال الثامن : وليد الكعبي . ماذا يعني لك هذا الشعار ؟
يعني لي كلمة واحدة Loyalty .. الولاء
قصيدة ( أكناف الوادي ) يعرج بها شاعرنا في ختام هذا اللقاء : أيا فؤاداً من الأشجانِ لم يفقِ وكل ليلٍ يذوبُ السهدُ في ارقي حُييتَ من طللٍ تبقى معالمهُ يرنو إليه ضميرُ الشاعرِ اللبقِ من كان ذا شجنٍ بالمير ينشدهُ يسامرُ النجمَ بين الوجدِ والقلقِ عد بي الى قائمِ الأحلامِ منتجعاً هفهافُ صبوي إليهِ غير منعتقِ كنا صغاراً وما ازكى طفولتَنا نطاردُ الغيمَ بين السفحِ والأفقِ لكنّهم سافروا للغيبِ وارتحلوا وخلّفوا شوقَهم كالعقدِ في عنقي آهاتُ وجدي لاذت بي ملبيةً حتى استجارت بركنِ القلبِ والحدقِ تخالني من عظيمِ الشوقِ كعبتُها تطوفُ حولي طوالَ الليلِ للغسقِ تصعّد الشوقُ حتى كادَ يغرقني يـنـزو اليّ كمـوجِ هـائـجٍ دَفِـقِ حدبُ اليــراعِ تراهُ اليــومَ متـكـئاً على همومٍ غدت كوماً من الورقِ الشوقُ يقتاتُ من اطرافِ منسأتي يروحُ يغدو مع الأحزانِ في نسقِ قميصُ يُوسُفَ لاتُنْسى فَضَائِلَهُ عبر السنينِ بِوَصلٍ رَائِعِ الخُلُقِ هَلَّا أَتَيتم بِهِ كي أَستعيدَ رُؤىً أَزهارُهَا عَبَقَتْ من جَانِبِ الطُّرُقِ من لي بعبـرةِ مشتـاقٍ لاذرفها بجال خلبانَ حتى ساعة الشفقِ الروح تنشدُ اكنافاً بشاجنهِ منها يفوحُ شذا الوزّابِ منبثقِ كأنما لم يكنْ في الليل متسعٌ للسامـراتِ ونفـحٌ فاتنُ العبقِ ما كنت ادري بأنّ النزحَ يسلبُني روضاً أغنَّ وعطراً فائقَ الألقِ أ ضفة الحبِ لا تبكي لفرقتِنا لعلّ بعد النوى لقيا لمعتنقِ آهٍ عـلى تلكـمُ الأطـلالِ مــا بـقيت جذواتُ شعرٍ بقلبِ العاشقِ الحذقِ آنستُ ناراً لها في مهجتي شُعَلٌ يا هذه النارُ هلّا هبتِ لي رمقي ؟
في ختام هذا اللقاء المتميز من لقاءات هذا المجلس الأدبي نتوجه بوافر الشكر لضيفنا الكريم الشاعر ، محمد التهامي مجرشي ، كفاء تلبيته دعوة مجلس دهوان وخلب الأدبي للإجابة عن تساؤلاتنا عبر البريد الشبكي، ونشكر كل من ساهم في إنجاح هذا اللقاء . ” والحمد لله رب العالمين”.
|