المقالات

دور الأسـرة في التربية

بقلم د : ضيف الله مهدي

الأسرة هي أقدم المؤسسات التربوية ولها مكانتها وتتلخص في النقاط التالية :

1ـ تقوم الأسرة بدورها في السنوات الأولى للطفل ، لأنه عاجز عن إدراك وتفهم اتجاهات المجتمع ، فتتحمل مسئولياته وتعمل على التوفيق بين تصرفاته وما يرضى المجتمع .
والأسرة هي البيئة الأولى ، والمدرسة الأولى التي تضع القواعد الأساسية للتربية والتي يكون لها تأثير عميق ودائم لأنه قليل الخبرات ومستعد لقبول الخبرات الجديدة .

2ـ يكن الطفل للأبوين الاحترام والتقدير لأنهما قدوة ومثل أعلى لذا يتأثر كثيرا بأخلاقهما وآرائهما ..وتربية الأم لا يستغني عنها ، فهي تحمي طفلها من كل ما يضر جسمه وعقله ووجدانه وتزود الأسرة الطفل بالعوامل النفسية والثقافية ، كما يتأثر بالعلاقات بين أفراد الأسرة من حب أو كراهية أو تعاون أو تنافر وأنانية .

3ـ يتأثر الطفل بعوامل وراثية عن الوالدين أو خصائص مكتسبة غير وراثية ، وتنطبق الوراثة على النواحي الخلقية ، مثل : الطول ، ولون الشعر ، والعينين ، كما يتأثر بالوراثة في استعداداته الفطرية والعصبية والنفسية مثل الاتجاه العلمي أو الأدبي .

4ـ ويرى البعض أهمية دور المنزل ويشمل الأسرة والأصدقاء وتتوفر فيه العادات الاجتماعية الحسنة والبيئة الاجتماعية الصالحة …ويفضل برتراندرسل دور الأسرة على المدرسة في التربية لأن عناية الأبوين تعتمد على الغرائز ، والدوافع الفطرية التي تكفل عدم الإهمال والضرر البليغ ، أما إهمال المدرسة فله أضرار بليغة بالنسبة للطفل .
5ـ الطفل الصغير لا يفرق بين ذاته والعالم الخارجي المحيط به ولا يفرق بين نفسه وأمه ، فهي مصدر الغذاء والوقاية والدفء .وعندما يكبر يتسع عالمه وخبراته وتكثر العوامل التي تؤثر في تربيته ويدرك ما هو جزء من ذاته وما هو ليس منها ، وتظهر شخصيته ، لأن الشخصية لا تنمو إلا عن طريق العلاقات الشخصية .

6ـ للأسرة أثر كبير في غرس الفضائل الدينية . فللدين أثره في التربية إذ يبرز المبادىء الأخلاقية ويتميز المسلم عن غيره بفضائل أخلاقية وحسن سيرته ومثله العليا .
ودعوني أذكر هنا دور الأسرة وجهودها في رعاية وتربية الموهوب واكتشافه
الموهوب في مرحلة الطفولة المبكرة وجهود الأسرة في رعايته :
الطفولة المبكرة :

تبدأ هذه المرحلة علميا منذ بدء سن الثالثة حتى نهاية السنة السادسة ، وتعرف أيضا باسم ( مرحلة الحضانة ) ففي هذه المرحلة يتم لدى الطفل الاتزان العضوي والفسيولوجي والتحكم في الإخراج ، كذلك تكتمل لدى الطفل قدرات جسمية جديدة كالمشي ، وقدرات عقلية كالكلام والإدراك الحسي ، كل هذه القدرات تبعث في الطفل قوة جديدة …فبالمشي والحركة يرتاد الأماكن ويتنقل فيها ويتعرف عليها فتنمو لديه قدراته الحركية وحبه للمعرفة ، وبالكلام يعبر عن رغباته ويسأل عن الأشياء التي يريد أن يستفسر عنها ، وتنمو معها قدراته اللفظية.
علامات ومؤشرات للموهبة في الطفولة المبكرة :

تنبه غير عادي منذ مرحلة المهد ، مدة الانتباه أطول ، مستوى نشاط عال ، يتعرف على الأم والمخالطين له في عمر مبكر ، استجابة فائقة للمثيرات سواء ضوضاء أو للألم أو للإحباط ، تقدم سريع بين مراحل النمو المعروفة ، ذاكرة غير عادية ، التعلم بسرعة وبشوق ، نمو لغوي مبكر ومتنام ، الولع بالكتب ( مصادر المعرفة ) حب الاستطلاع والسلوك والاستكشاف والاستدلال التجريدي ، ومهارات حل المشكلات ، تصورات حية ( في التفكير في اللعب ..إلخ ) الحساسية ، الحنان ، العطف .
جهود الأسرة في الكشف عن الموهوبين :

إن للأسرة جهدا رئيسيا وحيويا في صياغة شخصية الطفل وتشكيلها في مراحل النمو بعامة ، وفي مرحلة الطفولة المبكرة بخاصة …إذ تتكون في هذه المرحلة ملامح الشخصية ومعالمها .

وتسهم الأسرة بشكل فعال في اكتشاف أطفالها وتقويمهم حيث يتاح للأسرة فرصة ملاحظة أطفالها ومتابعتهم لمدة طويلة .. وإن الآباء والأمهات وبشيء قليل من الوعي والفهم ، وبقدر مناسب من الموضوعية وعدم التحيز ، وبملاحظات دقيقة ومقصودة لجوانب النمو الشامل عند أطفالهم يستطيعون تقدير مستوى ذكاء طفلهم بشكل عام ، وربما استطاعوا أن يكتشفوا فيه دلالات التفوق والموهبة ، والحقيقة ولكي تستطيع الأسرة أن تقرر ما إذا كانت للطفل مواهب مميزة وهو في مرحلة الطفولة المبكرة .

ولا بد أن تجري مقارنة بين صفات طفلها والصفات التي يتميز بها معظم الأطفال الموهوبين التي من أبرزها ما يلي :
1ـ يتميز الطفل الموهوب على أترابه في سرعة المشي والكلام ، ويستخدم حصيلته اللغوية الوفيرة بسهولة ويسر ودقة حتى وإن تأخر في الكلام ، فما أن يبدأ بالكلام حتى يظهر قدرة متطورة فيه .
2ـ يظهر قدرة على الابتكار وسعة في الخيال حين تواجهه المواقف المختلفة .
3ـ كثير الأسئلة ويسعى إلى المزيد من المعرفة عن أشياء مختلفة .
4ـ يحب التعلم ويرغب في القراءة ويطلب المساعدة على تعلم القراءة قبل عمر السادسة .
5- يظهر قدرة واضحة على التركيز والانتباه .
ومن خصائص الأطفال الموهوبين والمتفوقين في مرحلة ما قبل المدرسة الآتي :
1ـ القدرة على التعلم بسرعة وسهولة في سن مبكرة ، فقد يتعلم بعض الأطفال المتفوقين القراءة تلقائيا بأقل توجيه من معلميه وذويه .
2ـ القدرة على إدراك العلاقات المسببة وفهم المعاني والتلميحات ويدرك السبب والنتيجة .
3ـ القدرة على استبقاء ما يكتسبونه من أنشطة التعلم المختلفة .
4ـ امتلاك مفردات لغوية كثيرة في سن مبكرة ويحسنون استخدامها .
5ـ القدرة على استخدام الحصيلة اللغوية في تكوين جمل تامة بدقة شديدة .
6ـ القدرة على طرح العديد من الأسئلة عن موضوعات متنوعة .
7ـ الدقة في الملاحظة والاستجابة السريعة لما يلاحظونه من أشياء وعلاقات .
أساليب التنشئة الأسرية :
تبين العديد من الدراسات أن أساليب التنشئة الأسرية لها أثر كبير في تنمية الموهبة والإبداع لدى الأطفال ، حيث وجدت إحدى الدراسات أن أهم عوامل البيئة الأسرية المشجعة للإنجاز العالي هي توافر الحرية والتشجيع المستمر الذي يستخدمه الآباء مع أبنائهم وتضاؤل العقاب .
وتشير معظم الدراسات العربية والأجنبية في هذا المجال إلى أهمية توافر العناصر الآتية في البيئة الأسرية الميسرة لإبداع أحد الأبعاد الأساسية للموهبة :
1ـ ممارسة الأساليب الأسرية السوية في تنشئة الأبناء ، أي البعد عن التسلط أو القسوة ، والتذبذب في المعاملة ، والمفاضلة بين الأبناء ، والتدليل الزائد ، والحماية المفرطة ، وغيرها من الأساليب غير السوية .
2ـ تشجيع الاختلاف البنّاء .
3ـ تقبل أوجه القصور .
4ـ وجود هوايات لدى الأبناء .
5ـ توافر جو من القبول والأمان وعدم الإكراه .
6ـ إتاحة الفرصة للاستقلالية والاعتماد على النفس .
7ـ الاتجاه الديموقراطي والإيجابي نحو الأبناء.
8ـ الانفتاح على الخبرات .
9ـ تعويد الطفل على التعامل مع الفشل والإحباط

مقالات ذات صلة

إغلاق