المقالات

” كورونا” والعودة إلى الله

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

” الكورونا”… خطر، وهم، هاجس تحول إلى حقيقة صادمة، المرض الأخطر أم الوباء الفتاك؟ بين هذا وذاك أمسى الكل يخشاك، داهم الصين وفتك بهم الواحد تلو الآخر، حاولوا محاصرته وعَزَلَهُم العالم، خارت قواهم وما استطاعوا إيقاف تمدده، بدأ الخوف ينتشر في أرجاء العالم، دبّ الهلع والذُعر بين المجتمعات، لم تكتف الدول بعزل الصين بل أوقفت وارداتها، ومنعت وصول صادراتها، أتلفت منتوجاتها وحجبت كل مصنوعاتها، الحذر الحذر من تسلل الفيروس بأثرٍ رجعي….. وماذا بعد؟!
هل تمت الوقاية الكافية من انتشار الفيروس؟ وهل نجحت تلك التدابير في كبحِ جِماح انطلاقته؟
بالطبع لا… نعم لا .. فقد اجتاح ” كورونا” العالم أجمع، إما بالوصول أو بالخوف والرعب من قدومه، حيث كان انتقاله سريعًا ودوليًا، وكأن رحلاته مُنظمة ومُخطط لها مُسبقًا، ولكنها؛ قدرة رب العالمين الذي يقدر على كل شيء وبيده كل شيء…. غفلت قوى العالم عن قوة الجبار، فأتاهم من حيث لا يعلمون، المرض جُندٌ من جنود الله، يُرسله الله حيث شاء وكيفما يشاء، جاء هذا الفيروس ليكشف ضعفهم أمام القوي العظيم، ” الكورونا” وباء ومحاربته والوقاية منه أشغلت الدول والحكام، كل التدابير والإجراءات العلاجية والاحترازية هدفها واحد، وتبقى نتائجها رهن مكافحته والقضاء عليه، يتعافى مصابون، ويموت آخرون، تتفاوت أعدادهم، تختلف مواقعهم، ويستمر البحث عن العلاج الناجع… كيف يصنعوه؟ ومتى يستخدموه؟ ذلك علمه عند علام الغيوب ولكنهم لا يُدركون.

لم يسبق ” كورونا” أي وباء مقياسًا بأثرها وتأثيرها عالميًا، اختفت أخبار الحروب، توقفت النزاعات على السلطة، ارتدع الظالمون، هدأت الأحزاب، انشلت حركة الملاحة، استقرت البورصة، تراجع النفط، أُغلقت المدارس والجامعات، مُنعت التجمعات والاحتفالات، تعلقت الأنشطة الرياضية، وصلت الإجراءات الاحترازية لإغلاق المساجد والمعابد والكنائس، توحدت الأخبار في كل المحطات… واستمر ” كورونا” في تمدده، بل ويتسارع أكثر فأكثر حسب الإحصائيات المتواترة… تعددت الأوبئة وتفشت من قبل، وحدثت حروب كبيرة، وحلت كوارث طبيعية، ولم تفعل بالعالم مافعله فيروس ” كورونا”.

مايميز المسلمون عن غيرهم، عبادة الله وحده واللجوء إليه، وهذا الوقت بالذات يلزمهم بالفعل العودة إلى الله، والتمسك بحبله المتين للنجاة من البلاء.

✍? سالم جيلان أبويزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق