المقالات
( أحزان أشعاري )

( أحزان أشعاري ) في رثاء أخي وحبيبي الغريق الشهيد بإذن الله ورحمته إبراهيم بن غلفان … *
في زمهرير أجيج الجرح بالنارِ
تفيض من بوحها أحزان أشعاري
رثاء غال بل الأغلى مكانته
مُسَجَّر وقعه من عمق أغواري
آهات فَقْدٍ لإبراهيم باكية
أخي وعضدي الذي في ذمة الباري
كسرت ظهري وادميت الجوى ألماً
بموتك الفجأة القاسي بإخطاري
خسارةُ افزعت قلبي وموجعةُ
لمثلك الفَقد في قدرٍ ومقدارِ
لله يا سندي في كل نائبة
قد كنت لي يا أخي عزا بإيثارِ
أخي أخي إن فقد الأخِّ مخذلةٌ
إذ ليس يغني غناه أي أغيارِ
يا من له افتقرت نفسي وأعزلها
سلاح ذودٍ وترسٍ دون أخطار
والآن من لي سوى ربي بفقدكم
يا منتهى الثقة العميا بإبصاري
صرت الوحيد الذي ولت جماعته
من بعدكم يا أخي قد بت كالعاري
يا من بكتك عيون الأرض ناحبة
أحزان غيم السما الجاري بمدرارِ
بالحب باكية كلي ومبكية
حروف دمع على استذراف أفكاري
عليك منك وفيك الخير انطقها
مواطن قد بكت في صدق إخبارِي
بأنك الرجل المعروف وطأته
ما صح صيتا إلى أبعاد أقطارِ
شهم المواقف في فزعات نخوته
دلت بها من شهود الحي والدارِ
لله درك من فحل يشار له
أنعم أبا فارس في خير مذكارِ
أنت الشهيد بإذن الله نحسبه
غريق نحبٍ قضى في بحر غدارِ
يا شعلة النار من عز توقدها
بِغِيرة الحر في دم الفتى الجاري
لكنه الموت بالحق القدير به
رب العباد قضى حكماً بأقدار
فَصَبِّري النفس يا أماه حامدة
رباً رحيماً به توبا بغفارِ
فذاك سلوان من بالله محتسبٌ
فضل الثواب لِحَمَّادٍ وصَبَّارِ
حسنُ الختام بإذن الله منزلة
أخي الغريقُ شهيد دون إنكارِ
كما الحديث الذي قد صح مثفقٌ
عليه من خيرنا نقلاً بأخيارِ
وتلك مِنَّةُ من بالفضل يرحمنا
فالحمد لله في كسرٍ وإجْبَارِ
َ
لولا العزاء بربي خير تعزية
مسك الختام كما لو كان مختارِي
لما وربك أغناني العزاء بمن
في الأرض كلهم طرا بمعيارِ
ألا لك الله ابراهيم خير أخٍ
بمقعد الصدق في حيٍ ومخضارِ
وهاهنا الحي في قلبي وباقية
عن التناسي وذكراكم على الطاري
شعر / ابن غلفان