المقالات
قصة وعبرة
بقلم: نور عباس
ذات يوم رأيتُ أحد المسؤولين يتبعه أحد العاملين لديه إلى مكتبه. حيث كان في حضرته بعض الزائرين فأومأ له بإشارة مختطفة خجلا من أن يره أحد الزائرين، طالبا إياه أن ينتظره خارج المكتب بعد أن تجاوز نصف المسافة.
فارتبك عائدا أدراجه، واجما خلف قضبان الباب لينتظره خارجا؛ وهو في تفكير مستمر ما الخطأ الذي ارتكبته؟!
ما هكذا يا بني البشر علمنا رسولنا الكريم.. صلى الله عليه وسلم.
مؤلم أن يتم إقصاء الآخرين فقط لمهنتهم البسيطة أو لأن شكلهم غير مهندم!
متى سنصل إلى درجة الإنسانية التي لا تفرق بين أحد وآخر!
مثلما أنت بشرٌ تشعر أيضا هم بشرٌ ويشعرون.
مثلما أنت لا ترضى على نفسك إهانة من غيرك..
وهم أيضا لايرتضون إهانة لكنهم يتجرعونها مرارة حتى لا يفقد أحدهم لقمة عيشه؛ والأغلب أنهم يغادرونك غير آبهين بشيء إلا للكرامة التي ترى أنها حكرا عليك.
إن كنت تجاوزت الثلاثين والأربعين والخمسين من عمرك ولازال فكرك ضيقا جدا لهذه الدرجة.. فمتى ستتسع روحك لمن حولك؟
ومتى اتسعت روحك.. اتسع فكرك وأصبحت أكثر نضجا وإنسانية..
امتدح الله تعالى من يتفسح في المجالس في كتابه الكريم فما بالك بمن يفسح صدره ليسع الجميع دون شرط أو قيد؟
وبعد ذلك سترى أن جنة الدنيا في تقبل من حولك كما هم وستشعر بسلام يقودك إلى الهدوء والرضا.