شعر

الوفاء

بقلم أحمد بن محمد احمد زقيل

ما بين حبري والقصيدةِ والوفا
علمانِ طالا في السماء ورفرفا

نجمانِ ما ذُكِرا بحضرةِ شاعرٍ
إلا تلعثمَ بالحروفِ وأرجفــا

وأنا ( و ما علمِتُ منطقَ طائرٍ )
أُلهِمتُ شيئاً قد يكون المنصِفا

بهما فتحتُ على الخواطرِ ناظري
ومددتُ كفّيَّ للرؤى كي أقطفا

بهما عرفتُ الشعرَ… كيفَ أصوغُهُ
لولاهما ما كنتُ حتّى أعرفا

مرّا على وترِ القوافي نغمةً
ورما لنايي نغمتين ليعزفا

دونزتُ أبياتي على قلبيهما
حتّى لعَمري ما كتبتُ تكلفا

فدخلتُ للمعني المُحصّنِ فاتحاً
وهززتُ في كفي اليراع الأهيفا

ونطقتُ بسم الله من فطر السما
يارب الهمْني البيان لأُنصفا

فتسارعتْ بدمي الحروفُ طروبةً
وعزفتُ لحنا للقلوبِ تخطّفا

في مجْمَعِ العباسِ غردَ بُلبلي
فترى الحضورَ لكلِّ أُذنٍ شنّفا

ألقى ( لأحمدَ إبن يحيى ) نرجساً
بالودَّ يعبقُ والمحبةِ والصفا…

لم ينسَ ما أهدى البنينِ بحِلمِهِ
فأتى بهِ بينَ الحضورِ وعرّفا

هو أحمد من أرشد الأجيالَ كي
يغدو لنا الجيلُ الجديدُ مُشرِّفا

فبجهدِهِ وبصبرهِ بلغ العُلا
وبنى مقاماً في القلوبِ مُعرَّفا

لن تُطفئَ الأيامُ وهجَ سراجِهِ
فهو الذي في كُلِّ عقلٍ ما انطفـا

في كل ناحية وكل ثنية
أثر فلو نطق المكان لأنصفا

(وأبو محمد إبن جمّاحَ ) الذي
سطعَ ائتلاقا ما لسحْنتِهِ خفا…

علَمٌ مثابرُ كلَّ يومٍ حاضرٌ
ما قيلَ يوماً عن بنيهِ تخلّفا

ربّى تلامذةً فصاروا شُعلةً
من بعدِهِ لا يهجرونَ المصحفا

وجرى فُراتاً سائغاً بعُلومِهِ
ما ردَّ يوما من أتاهُ ليغرفـا

حسنٌ كذلكَ شيخُ عوافَ الذي
من بالإدارةِ والنجاحِ تشرَّفا

شيخ يتوجه الصفا ويزينه
فكرا فصار الشيخ يضفي سدفا

والعِلمُ يرفعُ كلَّ من يسمو بهِ
ولذا نراه اليومَ سجّلَ موقِفا

في حفلِ تكريمِ الكرامِ مبادلاً
أهلَ الوفاءِ بكلِّ ما بذلوا وفا…

حفلُ التقاعدِ بعدَ عهدٍ حافلٍ
يوحي بأنَّ العلم منكمْ ما اكتفى

وبأنَّ دربَ العِلمِ دونَ نهايةٍ
فهناكُ دربٌ بالتقاعدِ أُزلِـفـا

يا أيها الزملاء قد وسعتكمو
بالحب أفئدةَ تشع تلطفا

من رفقة تخفي الجفون دموعهم
شجنا وتنتحب القلوب تأسفا

✍ كلمات الشاعر أحمد بن محمد بن أحمد زقيل

قيلت هذة القصيدة إحتفاء بزميلين كريمين فاضلين من المعلمين المتقاعدين المذكورة أسمائهم في القصيدة بمدرسة العباس….مع تمنياتي لهما بتوفيق دائم وسعادة أبدية ?

مقالات ذات صلة

إغلاق