
بقلم : محمد الرياني
مِشية نعجة عرجاء يسوقها راع بين قطيع من الضأن والأغنام عكّرتْ عليَّ الاستمتاع بالمروج الخضراء التي تغطي أراضينا هذه الأيام بعد فيض الأمطار التي أتتْ إلى كل الأماكن، النعجة تمشي جنبا إلى جنب لتناول الحشائش بأشكالها المختلفة مع المواشي السليمة التي ترتفع أصواتها ويتألق صغار الماعز بالقفز والاستعراض ابتهاجا وشبعا بينما تكتفي هذه المسكينة بالصمت ومحاولة المشي مع ماتحمله من آلام، وفي الوقت الذي بدا فيه العشب الأخضر مغريا وجاذبا ومحفزا لها استسلمتْ هي للتنقل وسط المساحات الخضراء واكتفت بالأكل ونسيتْ يدها العرجاء، وفي ظل المتعة التي سيطرتْ على وجداني برؤية الخضرة والمواشي وأصوات الشياه ومنظر الراعي وهو يردها ويحثها على الرعي إلا أنني فكرتُ في مسألة إراحة هذه الدابة العجماء وإبقائها في حظيرتها وجلب العلف إليها دون مشقة المشي والبحث عن لقمة عيش؛ الأمر الذي قد يضاعف آلامها وربما يقعدها ويهلكها، وقد فكرتُ أيضا في مسألة علاج عرجها وعودة الروح من جديد إليها، المواشي والراعي تركوا المكان الذي حرصتُ على البقاء فيه طويلا في صباح جميل لم يعكره سوى رؤيتي لنعجة عرجاء تركوها ترعى بألم وسط قطيع معافى.
|