المقالات

(محمد بن سلمان ،صمام الأمان)

 

د. علي جمال الدين هيجان
مكة المكرمة.
للوطن حماته ، وللمجد أربابه، وللفكر مناراته، وللنصر قواده، وللإقتصاد خبراؤه ، وللتطوير رواده وللتاريخ عظماؤه) وإن المملكة العربية السعودية، كيان بين الأمم متفرد ، وهي رمز في العالمية متسيد منذ أن أرسى أركانها ،وجمع شتاتها ورسخ بنيانها، واستظهر مخبوآتها واستثمر مكنوناتها ،الإمام المجدد والملك المسدد، عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود يرحمه الله، والذي سما بها في سنوات معدودات وفي أوقات عصيبات ، وفي خضم أحداث مدلهمات، إلى مراقي الجدارة ومنصة العالمية، منتهجا استراتيجية حاذقة، تعد بمثابة بوصلة قيادية وسياسة ريادية، استرشد بها كل من بوأهم الله عرش البلاد من ملوك آل سعود العظماء، الذين رسخوا في كافة المناحي( المحلية، والقطرية والعالمية)، الدور الريادي الطليعي المستدام والمتعاظم، في اضطلاع هذا الكيان العملاق بواجباته الجلى ومسؤولياته العظمى في إثراء ميادين التنمية ومساراتها ،وإرساء أسس السلام والأمن العالميين ، وكذلك في التصدي للمارقين ومن في حكمهم من شذاذ الآفاق، وحملة ألوية الفساد والغواية من الإرهابيين والمرجفين والضالعين في اجتراح الأوزار الأيدلوجية والمجتمعية. ويتبوأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ، مكانة مرموقة ومنزلة رفيعة ،في هذا الكيان السعودي الشامخ منذ عهد والده، ولا أدل على ذلك من أنه حظي بثقة وتوقير وإجلال كل من سبقه من الملوك الأفذاذ، الذين أنزلوه المنزلة الرفيعة والمكانة المنيعة التي هو أهل لها وحقيق بها ، وخليق أن ينالها، لما ينعم به من ثاقب بصيرة ورجاحة عقل ودقة ملاحظة ووضوح رؤية.. إضافةإلى خصائصه القيادية، وسماته الريادية، حتى غدا مقامه الفذ الأشهر والأقدر، بل والأجدر في الاضطلاع بالمسؤوليات الجسام، والمهام العظام. وعندما بوأه الله عرش البلاد وتنامت محبته في قلوب العباد ، سخر خبراته الراشدة ، ومهاراته الفائقة، وسياساته الثاقبة، وبرامجه الواعية في التعويل بالدرجة الأولى على الاستثمار في رأس المال البشري السعودي، باعتباره الضمانة الحقيقية والأكيدة والقوية في رفعة الوطن وتأهيله لخوض غمار المنافسة العالمية ،والإفادة من المكتسبات التنموية بكل جسارة وجدارة. ولذا كان في طليعة وأهم أولويات خادم الحرمين الشريفين توظيف نظام الحوكمة الرشيد ،وهيكلة منظومة الحكم السديد، بمايتوافق والمتغيرات المتسارعة، والتحديات الجسيمة ،والأهداف الطموحة، وهو الأمر الذي يتطلب بالضرورة توزيع المسؤوليات على الكفاءات الريادية من ذوي المهارات القيادية والمقومات الإبداعية ، والرؤى الاستشرافية، ليجيء تكليف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وليا للعهد تتويجا لهذا النهج الاستراتيجي الوطني والطموح النهضوي، والتوثب التنموي الذي يجلي وبكل نصاعة، ويؤكد وبكل نجاعة ، الحجم المذهل للسمات والخصائص الذاتية والمهنية العملاقة التي يتمتع به سموه ، ويتقن تسخيرها واستثمارها على نحو متقن ومتألق ، وبأسلوب إثرائي ومتدفق أبهر بل أذهل جهابذة الساسة وعلماء الإقتصاد ،ورواد الإدارة ، والمهتمين بالسمات الريادية والمعنيين بالخصائص القيادية. ولذا لا غرابة أن يستدعي سمو ولي العهد الأمير ( محمد بن سلمان) في رؤيته الطموحة(٢٠-٣٠) علم الاقتصاد، بخبرائه المرموقين ، وجهابذته المتألقين، ورواده المستشرفين ، كيما تجيء الرؤية منسجمة مع الإمكانات المتوافرة والكفاءات المتاحة والأحلام الواعدة والتحديات المتعاظمة، مع الأخذ بعين الإعتبار أن الرؤية تعتمد بشكل محوري على أساس تنويع مصادر الدخل القومي، وفتح مجالات أرحب، وعدم الإعتماد على البترول فقط كمصدر وحيد للدخل القومي. وهذا نهج علمي استثماري رشيد ومسلك اقتصادي قويم ،يتوافق مع اقتصاديات الدول الريادية، كما أشار إلى ذلك ، ليستر ثورو١٩٩٢م في كتابه(الصراع على القمة) والذي ما لبث أن أصبح من أكثر الكتب مبيعا وذويعا عالميا لأهمية محتواه، وفرادة جدواه الاقتصادية، ناهيكم عن أن مؤلفه يعد وبحق واحدا من أبرز وأشهر عمالقة الاقتصاد المرموقين والمؤثرين ، حيث خلص في كتابه إلى مسلمة اقتصادية غاية في الأهمية ، بل تعتبر جوهر الاستثمار الطموح والمنافس ، وهي( أن ثراء الأفراد والأمم لم يعد يعتمد على نفس العناصر التقليدية السائدة ، بل أن الموارد الطبيعية قد خرجت من المعادلة الاقتصادية) وأصبحت هناك عناصر أخرى أكثر أهمية وأعلى ميزة وأسمى تنافسية، إذ تنبأ بأنه في القرن الواحد والعشرين ستصبح مهارات( قوة العمل، والتعليم) هما السلاح التنافسي الأول، وأنه لم تعد اقتصادات العالم تعتمد في الميزة التنافسية، على ثروات الموارد الطبيعية فقط، مؤكدا على مولد مهن تنافسية مجزية للغاية ، تعتمد على صناعة المقدرة العقلية، وهذه بعض ملامح رؤية المملكة العربية السعودية ٢٠-٣٠ ، التي يذكي جذوتها ويثري وقدتها سمو ولي العهد من منظور نهضوي ينعم فيه الوطن بالاستقرار والإزدهار، من خلال التمحورحول القوى التنافسية الجديدة في آفاق الاقتصاديات الناهضة، ومن خلال الإيمان بقوى العمل الجديدة، وأثر التعليم النوعي والتدريب المهاري في إنعاش الميزان الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل القومي ، وتحقيق مستوى الرخاء والنماء والازدهار المأمولة، وهذا وإن كان مبعث اعتزاز وغبطة للإنسان السعودي، إلا أن هذه الرؤية الاستثمارية الثاقبة لسمو الأمير محمد بن سلمان، تغيظ الحاقدين والجاحدين والمتربصين الذين أسقط في أيديهم ما يرونه ماثلا أمامهم من قفزات اقتصادية حثيثة، ومنجزات تنموية عملاقة. ناهيكم عن العديد من المكتسبات التنموية النوعية ومن ذلك: *المبادرة إلى محاربة الفساد، من أعلى السلم، وبشكل قانوني وبخطوات وأساليب وإجراءات عادلة ومتئدة، أبانت للجميع بأن الفساد لا يسقط بالتقادم، وأن فسادا لا يمكنه أن يجد ملاذا يعصمه من المساءلة ويمنعه من المحاسبة.
*وأما على المستوى العسكري ، فإن عاصفة الحزم كانت من حيث القوة والاستباقية ،والخطط العسكرية والمهنية، والتحالفات الاستراتيجية من القوة والرشادة، والالتزام بقواعد الاشتباك وقيم القتال ، من المنعة والحصافة والكياسة، ما أجج ضغائن الأعداء والمرجفين، ممن يقعدون لقياداتنا ووطننا ومكتسباتنا بكل مرصد ،على أمل النيل منا والتشكيك في قدراتنا ، ولكن لحمتنا الوطنية والتفافنا حول قيادتنا السياسية والعسكرية ،إلى جانب المهارات القيادية والسمات الذاتية الخارقة التي يتمتع بها سمو ولي العهد ووزير الدفاع الهمام الأمير محمد بن سلمان، قد أصابت الأعداء في مقتل، وجعلتهم وبشكل مستدام يألفون العويل على تمنياتهم الحاقدة وأحلامهم البائسة ، وخيباتهم المتتالية وخسائرهم الفادحة، التي تحطمت وتمزقت على دوي عاصفة الحزم وفي رحاب إعادة الأمل، والتي جاءت وقامت استجابة لنداء الشرعية في اليمن لدحر عبثية ( المليشيات الحوثية) التي تخوض حربا عابثة بالوكالة خدمة للأجندة الإيرانية التي حملت لهم الخراب والدمار وصيرتهم دمى في أيديها تعبث بهم كيفما تشاء، لأنها ضالعة في نشر الإرهاب، وبارعة في التقتيل والتجويع والإفقار .
*وأما على الجبهة الداخلية، فإن سمو ولي العهد وفي ضوء الاسترشاد بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين، قد تألق وتفوق، بل وتفرد في تجفيف منابع الإرهاب وقطع دابر الغلو والتطرف ، وإشاعة قيم التسامح والتآلف والتواد ، على هدي من الشريعة السمحاء والحنيفية الوضيئة وصون النواميس والأعراف والموروثات القيمية والاجتماعية من أمشاج الثقافات، ومن فيروسات الغلو والمغالاة والسفاهات ، مما أكسب الأمير محمد بن سلمان رسوخا وشموخا في مراقي العظماء، ومآقي الأوفياء، بل وفي سجلات الفاعلين وأسفار المجددين وسجلات المبدعين. ومن هنا يتجلى، بأن سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، هو صمام الآمان، الذي تنبأ بقدراته الفائقة ومهاراته الحاذقة، واستشرافاته الرائدة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، أعزه الله ، وأمده بعونه ونصره وتمكينه فاستبشر الوطن السعودي الأبي كل الوطن ، بأن سموه قائد سياسي محنك ورائد تنموي متوثب ، وخبير اجتماعي مبدع ، ومستشرف تنموي متألق، ووطني نهضوي مترفق، وفكر حضاري إثرائي مزدهر . كما وأن سموه من الرصانة والرزانة والرشادة، بحيث يتقن فن اتخاذ القرارات الصعبة في الأوقات والظروف الصعبة، وبشكل متوازن بحيث يحيط بالأمر من كل جوانبه آخذا بعين البصيرة كل الآثار والتداعيات المحتملة لأي قرار، بما يكفل رفعة الوطن وإعلاء مصلحة المواطن، والحفاظ على المكتسبات وتنميتها، ولا أدل على ذلك من التآمر الحاقد والبغيض بين المليشيات الحوثية ، وبين المؤمرات والدسائس الإيرانية الحاقدة والتي استبان للعالم كله بأسره (بره وفاجره) الأصدقاء والأعداء والحلفاء ، بأن ضرب معامل النفط في(بقيق وخريص) إنما هي محاولة للعبث بالاقتصاد العالمي والنيل من استقرار الصناعات النفطية السعودية، وإسهاماتها العالمية، ومحاولات لجر المملكة العربية السعودية إلى مجاراتهم في حماقاتهم وصفاقاتهم، وفي أوحالهم الإرهابية ومستنقعاتهم العبثية ، وقد حاول بعض الموتورين والمتسطحين بل والحاقدين دفع المملكة إلى اتخاذ قرار عسكري متعجل ، خدمة لأجندتهم الدفينة، ومقاصدهم البغيضة، ومآربهم التقويضية، ولكن سمو ولي العهد ووزير الدفاع زادهم كمدا وغيظا وتحسرا، لأنه يتعامل مع الحدث برؤية السياسي الحكيم ،وبمهارة القائد العسكري الفطن، وبروح المواطن الرشيد، فهو يتعامل كرجل دولة، وقائد أمة حيث أعلنها مدوية وبلا مواربة ليسمع العالم بأسره، بأن هذه الهجمات (اختبار حقيقي للإرادة الدولية في مواجهة الأعمال التخريبية، وأنه يعد تصعيدا خطيرا ليس لا على السعودية فحسب، بل ضد العالم بأسره)وهذا أفضى إلى ملامح اصطفاف دولي وتنادي عالمي ، لردع مشترك بحق من أقدم على هذا العمل التخريبي غير محسوب العواقب، من قبل إيران ومن ينضوي تحت أجندتها التخريبية. وهكذا يتصرف سمو ولي العهد كقائد بصير ، وسياسي خبير وليس كزعيم عصابة ميليشاوية أضاعت اليمن وعبثت بأمنه ومقدراته وقيمه، استرضاء لإيران الصفوية التي تتباهى بالوضع المأساوي الذي آل إليه حال الشعب اليمني، الذي يرزح تحت وطأة عصابة حوثية زرعت الخوف والفزع والهلع في كل ناحية من نواحيه. وبالتالي فإنه يحق للشعب السعودي المتماسك أن يفاخر وبلسان واحد وعلى قلب رجل واحد، بأن سمو ولي العهد الأمير/ محمد بن سلمان صمام الأمان للشعب السعودي، وللسلم العالمي، والازدهار التنموي، والنقاء القيمي، والازدهار الحضاري، في السلم والحرب، وفي حال الانتعاش الاقتصادي وحين الركود العالمي وذلك لأن (محمد بن سلمان):
* صمام الأمان لحماية الثغور، بمهارة
القائد الراشد.
* صمام الآمان في الذود عن السلم الاجتماعي من المارقين والعابثين. والفاسدين، والمرجفين.
* صمام الآمان في الحراكات الاقتصادية ،والتحولات التنموية، حيث البراعة في تنويع مصادر
الدخل القومي، والاستثمار في الإنسان السعودي الطموح.
* صمام الآمان، في الذود عن عقيدتنا ومقدساتنا من النحل المنحرفة، والملل المتطرفة.
* صمام الأمان ، في الرخاء والشدة وفي اليسر والعسر، من خلال رؤية المملكة الطموحة(٢٠-٣٠) والتي وازنت بين ( الموارد الطبيعية، والإمكانات البشرية) بما يعني التوأمة الاقتصادية بين ( رؤوس الأموال الطبيعية، وبين رؤوس الأموال البشرية) لضمان سياسة اقتصادية تكفل الاستقرار المستدام ، وتقي من غوائل المباغتات الاقتصادية الطبيعية والأيدلوجية.
* صمام الأمان، مهما تبدلت التحالفات وأوغلت المؤمرات واكفهرت المفاجآت، واستعرت
المباغتات، لأنه إداري بصير وقيادي مستنير.
* صمام أمان في الأزمات، يجيد تطويع الإمكانات والكفاءات، ويحسن استثمار الوقت والحد من الخاطر وتطويع الأزمات وتحديها. ولعل إعادة انتاج النفط إلى معدلاته الطبيعية في سويعات معدودات ، لهو دليل دامغ على أن سموه صمام أمان بارع، وضمانة وطنية منيعة.
وصفوة القول، فإن (محمد بن سلمان) رمز وطني، ومحفز تنموي، ومشعل حضاري وجهبذ قيادي، ومنجم ريادي ومجالد عصامي…وهذه السمات بوأته على الدوام منصة الريادة، وقمة
الجدارة، لأنه صمام الأمان الذي سيبحر – وبإذن الله- بسفينة الوطن إلى بر الأمان، على هدي من توجيه خادم الحرمين الشريفين قائد الحزم ورائد العزم(الملك سلمان) مهما كان حجم المؤمرات ، وأيا كان نوع المباغتات، وفداحة المتغيرات.

كاتب الخبر / حسن عباس  …  عدد المشاهدات / 152114

مقالات ذات صلة

إغلاق