شعر
أخر الأخبار

( أكناف الوادي )

 

بقلم الشاعر : محمد التهامي

‪ ‬
أيا فؤاداً من الأشجانِ لم يفقِ
وكل ليلٍ يذوبُ السهدُ في ارقي
 
حُييتَ من طللٍ تــبقـى معالمهُ
يرنو إليه ضميرُ الشاعـــرِ اللبقِ

من كان ذا شجنٍ بالميــر ينشدهُ
يسامرُ النجمَ بين الوجدِ والقلقِ
 
عد بي الى قائمِ الأحلامِ منتجعاً
هفهافُ صبوي إليهِ غيــر منعتقِ

كنا صغـــــــاراً وما ازكى طفولتَنــا
نطاردُ الغيمَ بين السفحِ والأفـــــقِ
 
لكنّهم سافــــــروا للغيبِ وارتحلوا
وخلّفــوا شوقَهم كالعقدِ في عنقي
 
آهـــــــــاتُ وجــدي لاذت بي ملبيةً
حتى استجارت بركنِ القلبِ والحدقِ
 
تخالني من عظيمِ الشــوقِ كعبتُها
تطوفُ حولي طـًوالَ الليلِ للغسقِ
 
تصعّد الشـــوقُ حتى كادَ يغرقني
يـنـزو اليّ كمــــوجِ هـائـــجٍ دَفِـقِ

حدبُ اليــراعِ تراهُ اليــومَ متـكـئاً
على همومٍ غدت كوماً من الورقِ
 
الشوقُ يقتاتُ من اطرافِ منسأتي
يروحُ يغدو مع الأحزانِ في نسقِ
 
قميصُ يُــوسُـفَ لاتُنْسى فَضَائِلَهُ
عبر السنينِ بِوَصلٍ رَائِــــعِ الخُلُقِ

هَــلَّا أَتَيتـم بِهِ كي أَستعيدَ رُؤىً
أَزهارُهَا عَبَقَتْ من جَانِبِ الطُّرُقِ

من لي بعبـرةِ مشتــــاقٍ لاذرفها
بجال خلبانَ حتى ساعة الشفقِ
 
الــــــروح تنشدُ اكنافــاً بشاجنهِ
منها يفوحُ شذا الـــوزّابِ منبثقِ
 
كأنما لــم يكــنْ في الليل متسعٌ
للسامــــراتِ ونفــحٌ فاتـنُ العبقِ
 
ما كنت ادري بأنّ النزحَ يسلبُني
روضاً أغنَّ وعطراً فائــقَ الألــقِ
 
أ ضفة الحـــبِ لا تبكي لفرقتِنا
لعلّ بعــد النــــــوى لقيا لمعتنقِ
 
آهٍ عـلى تلكـمُ الأطـلالِ مــا بـقيت
جذواتُ شعرٍ بقلبِ العاشقِ الحذقِ
 
آنستُ ناراً لها في مهجتي شُعَلٌ
يا هذه النارُ هلّا هبتِ لي رمقي ؟
 

مقالات ذات صلة

إغلاق