المقالات

غبقة رمضانية

(مشهد سينمائي)

بقلم\  عبدالله البطيان

وأنت في طريقك وخطواتك التي تعتبرها خط سير لتاريخك في الحراك الثقافي، أو الأدبي تتجلى معك أبهج الصور والذكريات وجميل الأشياء.

تغرد مع السرب تارة وخارج السرب كونك مبدع، وعادة المبدع هكذا متقلب المزاج، ومتردد في بعض الأمور إلا أنه يمضي قدماً تجاه هدفه وتجاربه في الحياة.

تستغرب حينما تجد أن لك من يحيك مؤامرات دون سبب، يحدثك المذيع بأن (فلان) ينكر وجودك، ويراسلك القاص بأن ذات (فلتان) يحذر الناس منك، ويخط لك الشاعر قصيدته الرائية مصورا ً مشهداً يتعلق بـ(علتان) ذاته وما بينك وبينه.

الزمكان متغير وظاهرة الحنق عالية الضراوة، وسبيل فهم المشهد يجعلك في تأمل عميق والنتيجة متباينة، فلا تسمح لذاتك أن تعامله بالمثل، ومن الإيمان أن تداريه أو على أقل تقدير تتغافل عما يحدث بغية كسب الأجر، أو إيضاح المواقف بمواقف تحسن الصورة وتعالج الألوان ولكن دون فائدة.

هكذا هم المبدعون يتهامسون ليوصلوا لك فكرة ما الذي يدور خلفك ولو تركوك دون إخطار لكنت على خير وبإذن الله أنت كذلك دون أي قلق.

النكتة أن الكل يستغرب حينما يذكرون لك هذا – العلة- وتمدحه وتذكره بالخير… يقلبون أفكارهم رأسا ً على عقب ويستنكرون عليك دماثة خلقك، وعلو قامتك في التعاطي مع هذا المكون الذي أخذ شكل إنسان لكنه في الحقيقة شيء آخر رغم أن المنصة تحمل كلينا.

تقول له فلانه الكاتبة :
-شرايك في…. بشارك معاه في عمل يخدم المبدع يظهرني ويوثق مسيرتي ويصب في الحراك الثقافي.
– يقول لها : من هذا فلان؟ هل هو موجود فعلا؟ لا لا تركيه عنك أنت في ورطه اتركيه؟

يقول له المبدع فلان :
-بوفلان ترى ودي استفيد من الرجال اللي خبرك تراه طلع موبسهل عروقه في الماي بس ألاحظ عليك ما تشتهيه وأخاف تزعل وتكتب بالفيس بوك والقروبات أن لديك الصلاحيات ومارس صلاحياتك في كل مكان حتى إذا هالمكان النادي الأدبي مثلاً وشوه سمعته وخرب عليه واصرم وحط فـ البدو.

يقول:
-تركه عنك لا تسمم بدنا بطاريه.

يخلق جيش فكري من طاقته السلبية مما يجعلهم يسئلون عنك ولا يجدون فيك ظاهرا ً ولا عبر تجاربهم الشخصية تجاهك إلا كل خير، وفقط تلك الهلاوس التي يصب فيها جام غضبه على بيئتك ليجعل العالم يراك من خلال بوق فمه النتن.

هنا نلاحظ أن وتيرة الكتابة حينما بدأت وأخذت سلمها اللغوي، ومع الاستطراد يعلو صوت المشاعر حتى حظرت اللهجة الدارجة لتكتب ببساطة متناهية راسمة المشهد السينمائي بدقة عما يحدث بينك وبين صاحب الفلم الطويل خلفك دون أن يواجهك، أو أن هناك مشكلة ما بينك وبينه.

ما الذي يحدث (يملط وجهه ويستهزئ ويمارس صلاحياته الحيوانية بشراهة مع كل محيطك بغية إسقاطك) أهناك ما يستحق ليقدمك لحظة الوثبة قربانا ً لكارهيك؟ وما الهدف الحقيقي الذي يتكسبه من ذلك السلوك؟ وإن كان الحافظ لماء وجهه هنا وهو جليل هناك ويجل ويجل ويجل! …

حينما تجمعنا معه المواقف أو القروبات أو الأمكنة يصمت ولا يبت ببنت شفه ويتجاهل قدر المستطاع وضع عينك بعينه فما بالك بالسلام حين مد اليد مثلا ويبني كل قواعد الخبث ومرآة الجهالة ليضل بك عن ذلك الموقف وكأنه لا يعرفك ولا يصنع مصانع المكائد لك ويمارس القهقهة وبلاهة الوسم على وجهه مشيرا ً بملامحه بأنك وباء عليه.

سبحان الله هل حدث ما يجعل ذلك يستحق؟
أليست الساحة تتسع لنا كلنا جميعا ً؟
إنها صورة لمشهد يريدك أن تختفي من الوجود بأي شكل من الأشكال ولو بيده لسحقك سحقا وهدر دمك كي يرفع الحداد الذي يعرفه مذ عرفك حتى على أنقاض مجدك يتلوى.

أعوذ بالله أهذا الكائن الذي شكلة إنسان مبدع يدب على هذه البسيطة ويشق الشقوق يشعر بأن دمك دمه وأن الأخوة تجمعنا به في مواطن كثيرة جدا ً وهي تستحق أن يتقرب إلى الله بنبذ أفكار الكراهية، وإشعال فتيل البغض، والحقد، والحسد، ويسلم وجهه لله، ويحسن التعامل معك احتسابا ً للخالق وقدرته علينا كلنا.

لا وضعكم الله في طريق مثل هذا يارب ياكريم.

عبدالله البطيان
٧ رمضان ١٤٤٠ هـ
منفذ البطحاء

 
الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق