المقالات

تقلب قهوتها وتنقلها  بين يديها تارة وأخرى تطبق الكفين عليها .

 

أحسست بإنعكاس حالتها على سطح فنجانها، ورأيت ترددات الإضطراب مستنجدا يطلب الثبات فقد طارت نكهات القهوة في مجالات التردد القهري .

حاولت سؤالها مابالك تعاقبين فنجانك؟

قالت : أبتعته ليخفف عني ويمنحني بلذته ملامح شعور الهدوء الزائف!!!

عندها زاد فضولي فسألتها وماذا كان موقف قهوتك من مشاركتك حالتك المنزعجه؟

تنفست بهدوء وأفرجت عن فنجانها وقالت : انا عشت مشروعا بوجهين استغلال  وإستثمار عشت لست أنا،  واليوم وعيت ذلك !!!

بادرتني قبل سؤالها

ماعنيت بالإستغلال الملموس ولا المادي كما ظهر لي من سؤالك  الغير مسموع والمتوقع!!

انا بديل لمن يحتاج من مجتمعي

عشت أعطى، وهم يأخذون ،وأنا سعيدة بذلك وأستمر العطاء بكل انواعه والمساعدة بشتى احتياجاتهم إلى ذلك اليوم الذي وصلتني رسالة تطلب من عقلي المرهق، وفكري المجهد يطلب  التوقف من أجل التوازن الحياتي فقد أختل نظام الميزان وما عاد يرصد كعادة أي ميزان حسابي .

 

هنا ثارت الأسس تطلب البديل المباح بل وترى أن ٢٤ ساعة الخاص بيوم المرأة هي ملك للجميع لأنها من ذوي الإستحقاق المقنن ،وحتى ميدان العمل يتطفل ويستغل ويشكل تعامله معك بتجاوز حدود الوقت والإحتياج..

 

 

ماهو السبب ومن السبب الذي جعل ساحات النساء بلا باب يحفظ حدود أسوار حياتها ؟!!!

 

طلبتها الأذن بالحديث ولتصوب من كلماتي إذا جانبت الصواب

 

قلت لها :هي التربية التي جعلت الأسرة مشروع استهلاكي للعائلة ومنحت الجميع حرية التصرف في الجميع وصنفت الحقوق والمسؤوليات والواجبات حسب نوع الجنس بالهوية المجتمعية .

 

نحن نحترم الكبير ونقدر صاحب القلب والفكر التقي والنقي هذا من المسلمات لأي مجتمع قيمي واعي .

لكن تربينا آلا نقول :لا

فأصبحنا نطيع الجميع بحجة أنك صغير فوجدنا في كل مراحل حياتنا ذاك الكبير الذي يستعبد هذا الصغير بحج واهيه تمنحه التعدي على حدود وحقوق إنسانية هذا المخلوق .

تأملي  كيف ستكمل حياتك بسلبية وفقد حقوق الهوية بل كلما مشيت على غير أثر ستكون من الخارجين عنهم ما أصعب فرائض الولاء !!!؟

 

ياسيدتي إذا أردت مشورتي فأطلبي قهوتك وتخلصي من فنجانك المرعوب وتذوقي نكهة فنجانك الجديد بحليته وأكتبي على سطحه وبهدوء .

 

(الإستحقاق والكرامه هي شرايين القلب المعنوية)

وتظل مكانة المرأة بأي عمر ينقصها التوازن والإتزان دون هجوم عليها فليس كل خطأ ونقيصه في الأسرة تكون فيها جينات نسائية.

 

متى يعي أصحاب القرار والفكر ويجعلون مراكز فاعلة تتولى التوعيه والتنمية لبعض الموروثات التربوية العقيمة التي ستكلفنا الكثير من الفشل في تكوين المجتمع القيمي مستقبلا !!!

✍️. نوال السبعي

 

مقالات ذات صلة

إغلاق