المقالات
أربح التجارات
بقلم الكاتبة: حفصة محمد
رِبحٌ دائم، ونتيجة معلومة، وتجارة شأنها عظيم ، لا فيها خسارة ولا ذرة شك، لا يتضمنها فقد ولا تكلس، قالها الله جل وعلاه في كتابه المقدس والمنزه عن الخطايا ﴿إِنَّ الَّذينَ يَتلونَ كِتٰابَ اللَّهِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقوا مِمّا رَزَقنٰاهُم سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرجونَ تِجٰارَةً لَن تَبورَ﴾
فهي ثلاثة أمور يتضمنها تجارة لن تبور بأي حالٍ كان
قراءة القرآن والصلاة والصدقة
أجرٌ عظيم ومكسبٍ كبير، نتعامل به من خلال ربُّ هذا الكون، ربنا الذي لا إله سواه، الغني عنَّا وعن عبادتنا وعن كل شيء في هذا الكون، ربنا الذي يريد أن نتاجر معه ونتعامل معه دون سواه حتى نربح حتى نكون ممن رضى عنه وفاز بجناته وجزيل ثوابه، تجارة بين فقيرٍ محتاجٍ لاجئ إلى الغني القوي القادر الوهاب، الذي خزائنه لا نهايةً لها لاحدًا لرحمته لعطائه لمغفرته لثوابه، الذي إن أتيته شبرًا أتاك ذراعًا وإن تقربت إليه ذراعًا تقرب إليك باعًا وإن أتيته مشيًا أتاك مهرولًا، كما قال تعالى:- ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفُهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً﴾ يضاعف الحسنة لعشرة أمثالها وإلى سبعمئة ضعف، وبصدقةٍ يسيرة وإن كانت قليلة يطفئ غضب ربه ويمحوا خطيئته ويكون واقيًا له من نار الله والعياذ به، والكثير من الأجور والجوائز والصفقات المربحة، الكثير دون أدنى خسارة عاقبتها حميدة ومأجورة في الدُنيا والآخرة، يبيعون أنفسهم لله عزَّ وجل، ييتغون مرضاته في أقوالهم وأفعالهم، يرجون رحمت إلآههم يخشون سخطه، استقاموا على ذكره وحسن شكره، القائمون في الليالي الصائمون في نهاره، ملتزمون في بيوت الله، تفيض أعينهم خشيةً من ملك الملوك ورهبةً من عذابه العسير، ترق له قلوبهم يشتاقون إلى وجهه الكريم ونعيمه الكبير والدائم، يحنون إلى لقاءِ سيد المُرسلين عند الحوض الموعود، يصبرون على كل بلوة متيقنين بجزائهم، يتدبرون آياته يدعونه خوفًا من الويل وعِتقًا من النار ويدعونه حُبَا به مطمئنين بذكره، يبادرون بفعل الخيرات، يحفظون أفئدتهم وألسنتهم وفكرهم من كل سوء وشر، تجارة هي الأبقى ليست مكلفة لا يتضمنها رأس مال سلعتها الطاعات واجتناب النواهي نتيجتها علاقة وطيدة موصولًا بحبل متين قوي لا يتخللها الدنس والغش، فهذه هي الحياة الطيبة الصحيحة يعيشها مع الله حتى يلقاه، لايلهث خلف متاع الدُنيا ويلهو عن آخرته، فوالله لإنْ هؤلاء لَهُم الخاسرون من أضلوا الهُدى كسدت تجارتهم وخسرو دنياهم وآخرتهم، لم يفلحو ولن ينجو من عذاب الله وعقابه بلا شك، أعاذنا الله وإياكم وجعلنا ممن أخلصوا في تجارتهم وفازوا فيه فوزُا عظيمًا.