المقالات
ذكرى تأسيس الدولة السعودية
بقلم الدكتور: علي بن محمد البهكلي*
أسس الإمام محمد بن سعود الحكم في الدرعية حينما تولاها في منتصف عام ١١٣٩هـ، فبراير ١٧٢٧م ونقلها من الضعف والانقسام، إلى توحيدها واستقلالها السياسي، ليؤسس الدولة السعودية الأولى، وعاصمتها الدرعية، وكان الإمام محمد بن سعود، قد اكتسب خبرة من التجارب التي خاضها حينما عمل إلى جانب والده وجده إبان توليهما الإمارة، مما أكسبه خبرة في مجال الحكم، ومعرفة بأوضاع الدرعية، لذلك تمكن من تحقيق طموحه، وتجسيد عزمه لتشكيل دولة مستقرة، ومزدهرة، وعمل على تأسيس الوحدة فيها، وتأمين الاستقرار والأمن داخل الدرعية وما جاورها من البلدات والقبائل، إلى جانب حماية طرق الحج والتجارة، ونظّم الأوضاع الاقتصادية للدولة، وانطلقت بعدها الدولة بتوحيد المناطق في وسط الجزيرة العربية، حيث تعد بداية المرحلة الأولى من توحيد الدولة السعودية الأولى التي اكتملت في عهد أبنائه وأحفاده.
وقد وجّه مولانا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وذلك بصدور أمره الكريم رقم أ / ٣٧١ في ٢٤/٦/١٤٤٣هـ، ٢٧/١/٢٠٢٢م، بأن يكون يوم التأسيس لهذه الدولة الفتية العظيمة هو الثاني والعشرين من فبراير في كل عام يوما لذكرى تأسيس الدولة السعودية، باسم يوم التأسيس وهو اليوم الذي يرمز إلى العمق التاريخي والحضاري والثقافي للملكة العربية السعودية عندما أسس الإمام محمد بن سعود الدولة السعودية الأولى عام ١١٣٩هـ/١٧٢٧م، وأسس الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود عام١٢٤٠هـ، ١٨٢٤م الدولة السعودية الثانية، وأسس كذلك الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود الدولة السعودية الثالثة إبان استعادة ملك آبائه وأجداده عام ١٣١٩هـ، ١٩٠٢م، وعمل على توحيد البلاد من شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها باسم المملكة العربية السعودية عام ١٣٥١هـ، ١٩٣٢م.
ويعدّ يوم التأسيس مناسبة وطنية للاحتفاء بذكرى تاريخ تأسيس الدولة السعودية التي أسسها الإمام محمد بن سعود قبل ثلاثة قرون، حيث أسس كيانا سياسيا تحققت فيه الوحدة والاستقرار والازدهار، وكذلك يعدّ يوم التأسيس استذكارا لامتداد الدولة السعودية منذ بدايتها إلى الآن، وإبرازا للعمل التاريخي والحضاري لها، ووفاءً لمن أسهم في خدمة الوطن من الأئمة والملوك والمواطنين، ابتداءً من عهد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه حتى عهد مولانا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود يحفظه الله ويرعاه، يعضده ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز يحفظه الله ويرعاه، وليوم التأسيس أيضا أهداف تمثّلت في الاعتزاز بالآتي:
• الجذور التاريخية الراسية للدولة السعودية.
• الارتباط الوثيق بين المواطنين وقادتهم.
• ما أرسته الدولة السعودية من الوحدة والاستقرار والأمن.
• صمود الدولة السعودية منذ بدايتها إلى الآن، والدفاع عنها أمام الأعداء.
• استمرار الدولة السعودية واستعادتها لقوة جذورها وقادتها.
• الوحدة الوطنية للملكة العربية السعودية التي أرساها الملك عبد العزيز آل سعود -يرحمه الله-.
• إنجازات الملوك أبناء الملك عبد العزيز في تعزيز البناء والوحدة.
وفي ختام هذه الذكرى المهمة ليوم التأسيس، نجدد الولاء والانتماء لهذا الوطن العظيم، مستلهمين رؤية المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود، ونتطلع إلى مستقبل مزدهر متمسكين بقيمنا وتراثنا الوطني، مؤمنين بقوة وتلاحم شعبنا السعودي.
حفظ الله بلادنا من كل مكروه في ظل مولانا وقائدنا وولي أمرتا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان آل سعود، حفظهما الله.
* أستاذ مساعد التاريخ الحديث والمعاصر